الزر دائري لأن الخيط طفل، والعروة شق لأنها تلد النهايات.
عندما أنسى الزر العلوي في القميص مفتوحا، أسمع نشيدا يبلل الجيب، والجيب الفارغ لا يتسع لدمعة موزونة.
زر الكم يتأخر دائما، إنه لا يحب الدروس الكلاسيكية، لذلك كان يقفز من فوق السور المجعد.
وأمي مدرسة، لذلك كانت تخيط لي زر القميص وأنا واقف بين زراعيها مثل المقبض في منتصف جاروشة القمح الحنونة.
مرة قطعت أمي الخيط بأسنانها، فصار الزر أشبه بصينية حلاوة بالسميد.
أخاف من حمل الصواني الساخنة، لأني إن سقطت أنا، قد ينزف قعرها، أو قد يتسخ تاريخي كبائع جوال.
لم أبع في حياتي الأزرار، فأنا دائري ككرة الجوارب التي تحلم أن تقلب المرمى،
لذلك صرت كاتبا، فإذا أنجزت نصا، تقطع أمي الخيط الأخير بأنفاسها، فتنبت في نصي ابتسامة.
وبالابتسامة وحدها يكوى القميص.
والله...
Post A Comment: