لَمْ أَشْعُرْ إلَّا وَأَنَا أَنْطَق الشَّهَادَتَيْن وَارْفَع أُصْبُعِي بِعَلَامَة التَّوْحِيد وجسدي يَرْتَعِد فَلَا أَشْعَر بأطرافي.
وَرَأَيْت مَخْلُوقَات غَرِيبَةٌ بأجنحة كثيرة وَرَائِحَة عَطِرَة وَلَم أُرِي غَيْرِهِم وَلَكِنِّي أَسْمَعُ كُلّ شَئ حَوْلِي.
وذكريات تَدُور بخلدي أَتَذْكُر كُلِّ شَيِّ مُنْذ طفولتي كَيْف ومتي دَخَلَت الْمَدْرَسَة وَمَعَ مَنْ كُنْتُ اذاكر دروسي، تَذَكَّرْت كُلِّ شَيِّ فَلَمْ تَعُدْ الذَّاكِرَة ضَعِيفَةً لَمْ أنْس شَيئاً مِنْ حَسَنَاتِي واخطائي جَمِيعِهَا ،حَتَّي آخَر كلماتي مَع زَوْجَتِي الثَّانِيَة تذكرتها. فَقَد أَخْبَرَتْهَا عَنْ قِصّةِ أَنْوِي كِتَابَتِهَا وشرحت لَهَا الفِكْرَة كَامِلَة وَوَعَدَتْنِي أَنْ تَكْتُبَ مُسَوَّدَة لَهَا. كُلِّ شَئ تَذْكِرَتِه كَمَا لَوْ كَانَتْ مُسَجَّلَة بفيلم طَوِيل إمْتَلَأ بِالْأَحْدَاث. تَذَكَّرْت كَيْفَ كَانَتْ فَتْرَة مراهقتي ومتي تَزَوَّجَت وَمِمَّن ومتي أَنْجَبَت اطفالي، ومتي تَزَوَّجَت لِلْمَرَّة الثَّانِيَة. وَكَيْفَ كَانَتْ حَيَاتِي كُلِّهَا تَسِير فَفَرِحْت مِنْ بَعْضِهَا وحزنت عَلِيّ الْبَعْضِ الْآخَرِ أَنْتَهِي هَذَا الفِيلْم وَقَد حَفَر بذاكرتي وَانْصَرَفْت الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي كُنْتَ أُرَاهَا وَأَصْبَح كُلِّ شَئ حَوْلِي مُظْلِم وَلَكِنِّي مَازِلْتُ أَسْمَعُ كُلّ الاصوت . بُكَاء شَدِيدٍ مِنْ كُلِّ صَوْتٍ أَعْرِفُه إنَّهُم أَوْلَادِي وزوجتاي وَأَوْلَاد إخواتي وَإِخْوَتِي وَأَصْوَات مُتَدَاخِلَةٌ أَعْرِف بَعْضِهَا وَبَعْضُهَا غَرِيبٌ عَنْ أذْنِي حَتَّي وجدتني بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْمَخْلُوقَات كَمَا وَجَدَتْ رَجُلًا أَكَاد أَعْرِفُه.
وَأَسْمَع بِالْخَارِج خُطُوَات
يَقُل صَوْتَهَا شَيْئًا فَشَيْئًا
وَسَمِعْت الِاثْنَيْن يسألاني
مِنْ رَبِّكَ وَمَا دِينُكِ وَمَن الرَّسُولِ الَّذِي بَعَثَ فِيكُم
قُلْت رَبِّيَ اللَّهُ وَدِينِي الْإِسْلَام وَمُحَمَّد ص نَبِيَّ اللَّهِ وَرَسُولُهُ
ثُمَّ رَأَيْت بَابًا قَدْ فَتَحَ يَخْرُجُ مِنْهُ رِيحٌ طَيِّبٌ وَعَلِيٌّ مَرْمِيّ الْبَصَر وُجِدَت مَالًا عَيْنِي رَأَت .
انْصَرَفَا ووجدتني اتجول بحريتي وَأُصْعِد حَتَّي وُجِدَت كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ مِنْهُمْ أَخِي وَأُخْتِي ووالداي وَبَعْض مِمَّن أَعْرِفُهُم وَجَمِيعُهُم بِلِبَاس بَيْضَاء وَوُجُوه ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرَه.
فَسَأَلْت أُخْتِي عَنْ حَالِهَا فَقَالَتْ إنَّهَا الشَّهَادَةُ الَّتِي فُزْت بِهَا وَقَالَ أَخِي أَلَمْ أُخْبِرْك إِنَّ الْعِبْرَةَ بِسَلَامِه الْقَلْب وَقَالَ وَالِدِي أَنَّ الطَّيِّبَة كَنْز الْجَنَّةِ وَقَالَتْ أُمِّي حُسْنَ الْخَاتِمَةِ وَكَانَتْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ لَاقَيْت فِيهَا الْأَحِبَّة كُلُّهُم .
تَوَجَّهَت نَاحِيَة جُمُوعٌ النَّاس
الْكُلّ يَسْأَلُنِي عَنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا. يَسْأَلُونَنِي عَن أَبْنَائِهِم وَأَقَارِبِهِم حَتَّي أُتِي رَجُلًا لَيَقُول لَهُم اُتْرُكُوه يَهْدَأ مِن عَنَاء الرِّحْلَة واستيقظت عَلِيّ صَوْت ابْنِي يناديني لأصحي ويسألني مَاذَا بِك كُنْت تَرْتَعِد وَأَنْت نَائِمٌ قُلْت لَا شَيّ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدْ رَأَيْت الْأَحِبَّة واطمأنيت عَلَيْهِم.
واوصوني بالطيبة وَسَلَامُه الْقَلْب.
Post A Comment: