"شاى ولبن وبسكوت ماري" بقلم ابراهيم الديب كاتب من مصر

من طرائف الصغار:  فبعد أن تناولت الطفلة الصغيرة وجبة الغداء مع الأسرة وكان ذلك حوالى الرابعة مساء، وكان يوم جمعه يوم أجازتها من الحضانة فهى السنة الأولى فهى  لم تتخطى الرابعة من العمر ،فطلبت من أمها بعد ذلك مباشرة  وجبة الإفطار اليومى فأندهشت الأم التى ذكرت ابنتها الصغيرة  بأنها كانت نائمة وقت الإفطار وأننا تجاوزنا وقته وبما أنك تناولت الغداء فيكون ضمنيا  بداخله الإفطار لأنه أصل و الإفطار الذى هو عبارة عن شاى ممزوج بلبن ومكفوت بداخله  2  باكو بسكوت ماري هو فرع من أصل الذى هو  وجبة الغداء.

  ولكن الطفلة  لم تقتنع بتلك الفلسفة والمناقشة المنطقية  فبكت بشدة  ثم أستدعت نوبة غضب أشد وأصرت على تناول الإفطار الذى لم تتناوله فى الصباح كالمعتاد، و الذى  أعدته أمها على الفور  وأخذت فى تناوله بملعقة الشاى الصغيرة صعودا وهبوطا لفم الصغيرة و من الكوب إليه... كانت الملعقة تحدث صليلا محببا لنفسها بملامسة الزجاج فى الصعود والهبوط، من الفم إلى الكوب ، وكأنه سيمفونية موسيقية  من أشجى وأعذب الألحان، فقد اوشك ذلك أن يغيبها عن الواقع سحر الصوت مع الخلطة الأشد سحرا الممزوجة  من اللبن والشاى والبسكويت الماري، التى بدت وهى تتناولها  وكأنها تدمنها منذ أكثر من ألف عام...