على شاطئ الغد أستريحُ
 أمُدُّ يدي أعماق جوفي
أهُزُّ أغصان قلبي
فيتساقط الأصفرُ
من أوراق دمي

بيدي الأُخرى
أُلملمُ ما خلّفتهُ
عاصفتي المُفتعلة
و أُقدّمه للموجة الآتية
تحملهُ عند الانحسار
ضائعاً في زبدٍ مالح

فُتات ذكرياتي
دمعي الحُلو
ضحكاتي الهاربات
أحلامي التائهات
و رائحةُ أصابعي
تجعلُ الموج يصلُك أبيض
كي يرتقي لنقاء قلبك
و تستطيع أن تغوص به
دون تردُّدٍ أو وجس

نورسٌ يفردُ جناحيه
حالماً في فضاء العذوبة
هكذا تحومُ فوقي دوماً
فقط حين أُلوّح لك
بشفتين سابحتين
تظُنّهما سمكةً ذهبيّةً
تحت سطح الماء
أُغريك للهبوط نحوي
و انتشالي بمخالب لوتسيّة
تجعل سُمّك يسري بأوردتي

أنزفُ قطراتٍ عبقةً بك
و أحيلُ البحر مداداً معطّراً
 يُغري العُشّاق للغوص
أو على أقلّ تقديرٍ
يدعوهم لاستراحةٍ على الشّاطئ
و إعادة مشهدي الخريفيّ
لتسقُط منهم أيضاً
كلّ الشّوائب العالقة في دمائهم

فيغدون أكثر نقاءً
أكثر بهاءً
أكثر حبّاً
و أغدو أكثر بهجةً
كُلّما أعادوا سقاية زهر أحلامي
الذي انتفض من رماد الصّيف
كطائر فينيقٍ يُعيدُ القيامة
في بداية كُلّ خريف

فاصلة، مع أوّل عاصفةٍ، نثر الخريفُ رماد الذّكريات المحترقة حولي، و دون تردُّد نفضتُ جناحيّ و قطفتُ ريشةً لأخُطّ بها قيامةً جديدةً جميعُ طرقها تؤدّي إليك



Share To: