"سَأمُوتُ اللَّيلَة وكُلَّ لَيلَة" بقلم رشيد سبابو كاتب و شاعر من المغرب

دقِيقَةُ صمتٍ أيُّها العَالَم

أعِيرُونِي سَمعكُم يا جَماعَة الغَوغَاء،

أيَّتهَا البَشريَّة

أُعلنُ اليَومَ وفَاتِي للأَبَد،

أُعلنُ اليَومَ مَوتِي

هَذهِ اللَّيلَة

وكُلَّ لَيلَة،

جُثَّةُ فَقيرٍ أنَا 

أكَلهَا دُودُ الزَّمنِ ولَم يَشبَع،

دَمعةُ صَبيٍّ أنَا

أَغرقَتْ الوجُودَ بُؤساً وأنِيناً.

أيُّهَا العَالمُ ما أجمَلَ المَوتَ البَطيئَ

فِي حَياةٍ لازَالتْ مُتمسِّكةً بطَرفِ ثَوبِي،

مَا أجمَلَ أن تَمُوتَ وتُنسَى

كأنَّكَ لَم تَكُنْ قبلَ الآنْ

وبَعد ذَلكَ لَن تَكُونْ.

سَأعتَزلُ الألَمَ هذِهِ السَّاعَة

حتَّى حِينْ ..

سَأبتَسمُ في وَجهِ السَّمَاءِ سَاخرًا

وأصُبُّ الوَيلاتِ عَلى شَمسِ المَسَاء.

نِهايتِي حَتميَّةٌ لا شَك،

فَلا ضَيرَ في بَعضِ التَمرُّدِ علَى الأرَقْ

ومُعاكَسةِ العَتَمَة،

سَأخرُجُ مُعربِداً وأرتَمِي وسَطَ الشَّارِعْ،

سَأضحَكُ بصَخَبٍ أمَامَ الشُّرطِيِّ الغَاضِبْ

وفَقيهِ المَسجِدِ المُتسلِّطْ.

سأمَارسُ كُلَّ مَا يَمنعُهُ القَانُون،

وأسْتلِذُّ بمَا حرَّمهُ رجَالُ الدِّينْ،

لَنْ أمُوتَ رَاضخاً للقَوانِينْ

سأمُوتُ متَمرِّداً

غَيرَ مُكبَّلٍ بقُيُودِ الآخرِينْ

غَيرَ مُكبَّلٍ بقُيُودِ الزَّمَنْ.

سَأمُوتُ اللَّيلَةَ 

وكُلَّ لَيلَة،

سَأحيَا للأَبدِ في العَدَمْ،

أيُّهَا العَالَمُ انتَهَتْ دَقيقَتِي

و وَصيَّتِي أَنْ أكُونَ دَوماً بينَكُم

نَسياً مَنسِيًّا ..