أَ في كُلِّ شَهرٍ ، نُقلَةٌ وغِيابُ
لَعَمْري ! لقد شَبُّوا هُناكَ ، وشابوا !

أَ باكيَةَ العَينينِ ، عَيني لَكِ الفِدا
فإنَّ مُصَابي ، في الرَّحيلِ ، مُصابُ

رَعاكِ الهَوى ، يا أُمُّ ، كَلَّلَكِ الحَيا
وجَادَ ، عَلى رَكْبِ الرَّحيلِ سَحَابُ

لَيَومُ غِيابٍ ، أنتِ أَزْمَعتِ ، هَدَّني
فَدُونَكِ كُلُّ العالَمينَ غِيابُ

فَكيفَ أَراهُمْ ، ها هُنا ، دُونَ مَبسَمٍ
يُطالِعُني ، والشَّعرُ فِيهِ خِضَابُ ؟

أَ داعي الِّلقا ، أَسرَفتَ ! أَينَ هُوَ الِّلقا
أَ لَيْسَ لِمَنْ تَدعو هُناكَ ، جَوابُ ؟!

وكَيفَ يُصِرُّ البَيْنُ أَنْ يُصرَمَ الهَوى
فينشُرُهُ ، والشَّجوُ فيهِ كِتابُ ؟

جَرى الدَّمْعُ ، لَمَّا شَيَّعتني بِنَظرَةٍ
فَقُلتُ لِنَفسي : إنَّ ذاكَ عتابُ !

عتابٌ على تَقصيرِ قلبي بِحَقِّها
وقَد كانَ ظَنِّي ، أَنَّ ذاكَ ، صَوابُ !

أَلا ليتَ شِعري ، هَلْ تَعودُ لِعُشِّها
حَمامَتُنا ، إِذْ عاثَ فِيهِ غُرابُ !

غُرابٌ مِنَ البَلوى ، غُرابٌ مِنَ الأَسى
وظُلمَةُ لَيلٍ ، دونَها ، وحِجَابُ

أُحاوِلُ أَنْ أسلو ، وهيهاتَ ! إِنَّني
وقَلبي كَشَمعٍ ، في الجَحيمِ يُذابُ

فَشِبْتُ ، وخَلَّاني الخَليطُ ، وفارَقُوا
حَياتي ، وأَترابي هُناكَ شَبابُ !

فَهلْ دُونَها ، تَحلو حياتي مَعَ الهَوى
"وبَيني ، وبَينَ العالَمينَ خَرَابُ" ؟؟!!



Share To: