تدفقَ قولي جارياً من مشاعري
حنيناً ودفئاً غامراً كلَ شاكرِ
أليسَتْ رياحُ الشعرِ تنثرُ حولنا
نسيماً عليلاً حـافـلاً بالنوادرِ
معللتي قالتْ على حينِ صدفةٍ
كفاكَ حِجابُ اللهِ مِنْ سيلِ غادرِ
فقلتُ رواكِ اللهُ مِنْ منبعِ الهدى
وأينعَ منكِ الخيرَ يا بنتَ طاهرِ
فراحتْ تسائلني عن الطارقِ الذي
يقيسُ مذاقَ الحُسنِ في قولِ شاعرِ
فقلتُ لها أنشدتُ حتى ارتوائهِ
وألبستهُ شعراً نفيسَ الأساوِرِ
وقلتُ لهُ كمْ مِنْ عقولِ تشيطَنتٔ
كأنَّ بها مأوىٰ تعاويذِ ساحرِ
ألا عُذْ بربِ الناسِ مِن سحرِ نافثٍ
ومِنْ خطفِ أشراكِ الذنوبِ الكبائرِ
على الأرضِ جودٌ طيبَ الجرحَ نبتُهُ
وبخلٌ كخبثِ الشوكِ يدميكَ حاذرِ
فمَنْ كانَ مغداقاً بأثمارِ جودهِ
لهُ الأجـرُ مِنْ ربٍ بفضلٍ مبادرِ
وسلْ وصلاً بالعزِ إن كنتَ سائلاً
فمنْ جافى غادرْ على ظهرِ طائرِ
بغير إيابٍ إنَّ مَنْ آبَ قد بـدا
بعينِ المجافي كالطريحِ المعافرِ
لكِ اِللهُ يا أماهُ رَبَيّتِنِي علىٰ
معزةِ نفسٍ بينَ كُلِ المَعَاشِرِ
أرى المرءَ يرفعهُ الإباءُ إلى العلى
كنجمٍ معَ الأفلاكِ في الجوِ سائرِ
وأنَّ خِساسَ الطبعِ حتىٰ ولو علوا
فهمْ بمقامِ الأسفلينَ الأصاغرِ
إذا ضاقتِ الأرزاقُ ليلاً وبالضحى
فقل حَمٔداً تنعمْ بأحلى البشائرِ
ولا هجرَ للآمالِ والسعي لحظةً
ولو دنتِ الآجالُ نحوَ المقابرِ
فبالموتِ إغلاقٌ لأبوابِ أرزاقٍ
وفتحٌ لبابٍ بَرْزَخِيِّ مغايـرِ
على حائطِ الأوهامِ تهذي خواطرٌ
وبينَ تجاعيدِ الهمومِ الدوائرِ
إذا ما الفتى أرخى العنانَ لقلبهِ
سيغرقُ في أمواجِ بحرِ الخسائرِ
وما كنتُ كالملتاعِ للدمعِ ذارفاً
وما كنتُ مأسوراً بتلكَ الصغائرِ
يشبُ لهيبُ الحقدِ في قلبِ جاهلٍ
فيصبحُ ذا وجهٍ كئيبٍ لناظـرِ
وقولٍ يردُ النفسَ مكلومةَ الخطى
وقى اللهُ مِنْ فعلٍ وأقوالِ فاجـرِ
ألا بكتابِ اللهِ كمْ مِنِ أطايبٍ
وسنةِ ماحٍ عاقبٍ ثُمَ حاشـرِ
سراجاً منيراً جاءَ للكونِ وصفهُ
بقرآنٍ ربٍ خطَ كلَ المصائرِ
كتابٌ لهُ فوقَ العلومِ جمائلٌ
بهِ تزدهي في الأرضِ كلُ المنابرِ
بهِ ينجلي صدأ الغشاواتِ زائلاً
عنِ القلبِ حتى لو كصخرِ المحاجرِ
بهُ انفتحتْ سبلُ التراضي وأغلقتْ
عيونُ هلاكٍ ساخطاتٍ كوافرِ
إلى كلِ نفسٍ وشوشتها وساوسٌ
عليكِ بآيٍ محكماتِ الأوامرِ
عليكِ بدينِ يرتعُ البدرُ حسنَهُ
يضيءُ ظلاماً قافلاً للمعابـرِ
أليسَ رسولُ اللهِ أطيبَ بلسمٍ
وأنزَهَ مِسْكٍ عابقٍ مِنْ أزاهـرِ
محمدٌ المبعوثُ بالعطرِ والندىٰ
ليُذْهبَ أرجاسَ الدنايا السوافرِ
لقدْ علا في الأجواءِ كالنسرِ طائراً
ولم يثنهِ عَبمُ العداةِ الكواسِـرِ
على الحقِ جاءتٔ مِن شعابٍ رحالُهُ
بها الكوخُ أضحىٰ مثلَ قصرٍ معاصرِ
فآتِـهِ ربي في جنانٍ وسيلةً
تسامتْ بفضلٍ منكَ للكونِ باهرِ
كأنَّ قوافي الشعرِ تزدانُ بهجةً
وتخشعُ إجلالاً لقدراتِ قادرِ
"""""”"""""""""""""""""""
Post A Comment: