جاء فصل الربيع، واحتفت الطبيعة بعريس الفصول، الفصل البديع، أزهار ناصعة ببياضها والفراشات الزاهية بألوانها ترفرف، ومن الرحيق ترشف، إلا السنونو الصغير الذي يبكي وينوح، تسائلت الأشجار وقطرات الندى، ما به يا ترى؟ إنه يئن! .. ولماذا يئن ونحن في فصل الإنبهار  والسرور؟ إنه الفصل السعيد ، قالت الأزهار مشفقة إنه يشكو الصخور والأحجار، إنه يشتاق للبسمة التي سلبت منهم، ومن هؤلاء؟ إنهم أطفال الحجارة، فلقد عم الدمار المكان وبدأ الطفل المسكين يرمي بالحجارة ليدافع عن الديار، آه يا فلسطين ويا قدس، يا زهرة المدائن صارت دمارا، لم؟؟ لم كل هذه الحروب الدامية؟ والأرواح فانية؟ هل تريد تشييد القصور على أنقاض؟! فاعلم أن برك الدماء لن تكون أبدا بساتين فدانة، وأن الجنائز لن تكون أبدا اعراسا وأفراحا، فلنترك الأمر لله ينصر المظلومين.



Share To: