بطل الرواية يسافر الى بغداد بحثاً عن وظيفة معيد في نفس الكلية، التي تخرج منها كونه الاول في الجامعة، على هذا الاساس قدم طلبا على امل ان يظهر اسمه في قوائم التعيين، لان الوضع الاقتصادي والاجتماعي متدهور للكثير من العراقيين في تلك الفترة، لكن والده من شدة خوفه عليه .. من ضياعه في زحمة بغداد رفض فكرة الذهاب والبحث عن وظيفة، لكن اصراره في الذهاب جعله يغادر البيت، مما زاد في غضب والده، الاحداث بدأت تتدهور خصوصاً الشعور بالقلق تجاه غضب ابيه.
( أصبت بإحراج شديد كوني قد أخبرت أهلي بأني سأجد عملا حال وصولي لمدينة بغداد وعلى هذا الاساس قامت والدتي ببيع خاتمها الذهبي والذي ورثته عن أمها بعد ان رفض والدي فكرة ذهابي الى العاصمة) ص10   
بطل الرواية يتساءل كثيراً ولا يجيب على تساءله، كان بإمكان الدولة ان توزع حصة من ايرادات النفط على الشعب، وحالة الجنون التي أصيب البعض بها جراء الوضع الاقتصادي المتدهور، في الفندق تعرف على الحاج محمود الذي يسأله هل وجدت عملاً؟ جلس البطل في غرفة الحاج محمود ودار حديث طويل عن الوضع في البلاد وعن الشخص المجنون الذي صادفه، الالم والمرارة واليأس دب في جسده لكن الحاج محمود كان يواسيه ويشجعه على الصمود، وأن الزمن كفيل بأنهاء المعاناة، وعن والده الذي مازال غاضباً منه كونه رفض أطاعته، بقيت عقدة عدم رضى والده تسلب راحته وتفكيره لكنه يصمد لأنه متفائل وسوف يجد العمل المناسب. 
في الرواية قصة حب طالبة جامعية أحبها وأحبته لكنها تركته وانقطعت أخبارها ودراستها، توفي والده سمع الخبر من بن عمه الذي اتصل به.. الخبر كان صاعقة حطمت تفكيره والحزن كوى قلبه وتأنيب الضمير، كونه لن يطيع والده بعد انتهاء مراسيم دفن ابيه عاد البطل الى بغداد والحزن يعصر قلبه، شارد الذهن كثير الاسئلة لكن الحاج محمود يواسيه ويعطيه ارشادات ويأمله بأنه سوف يجد الوظيفة، اثناء تجواله يلتقي مع شخص صديقه في الجامعة ( سامي) جلس في محله وشاهد الرفوف فارغة، أعتقد بأنه أعلن افلاسه، لكنه تفاجأ عندما قال له بأن شخص خانني وسرق المحل وهرب، احذ يواسيه ويصبره، دار حديث بينهما بمواضيع كثيرة وعن الخيانة وأخبره بان الشخص الذي سرقه ( عادل) كان صديقنا في الجامعة، تذكره بانه انسان غير سوي العوض على الله، ودع صديقه سامي على امل اللقاء به مستقبلاً، في الفندق كان الحاج محمود ينتظره، خفف الكثير من احزانه، ينصحه لكن عقدة عدم إطاعة والده تسلب راحته وتجعله مرتبكاً .. مرتعشاً كلما تذكر الموقف، وانه يكون في أحسن حال ان نال رضى ابيه، الحاج محمود قال له: سوف اساعدك على تحقيق هذه الامنية، يساعده بالانتقال الى عالم الاموات والرجوع الى الماضي، يلتقي بأبيه يطلب منه المغفرة ويسامحه.
( الموضوع ليس بهذه السهولة التي تتصورها، يلزمني اعداد خلطة سحرية تساعدك على الانتقال الى عالم الاموات )ص40  
سأله عن مكونات هذه الخلطة أجابه ضاحكاً بأنها سر المهنة، في المساء جاء الحاج محمود ومعه اكياس بأحجام والوان مختلفة صعدا الى سطح الفندق اوقد ناراً من الفحم ووضع المكونات على النار، تحترق رائحتها عطرة ودخانها كثيف ملأ سطح الفندق.
( أغمضت عيني، أخذت نفيا عميقا، للحظات ساد صمتا مطابقا على المكان والغيمة تنظر لي تارة والى الحاج محمود تارة اخرى وما هي الا لحظات حتى رفعت يدي اليمنى للإشارة استعدادي لبدء الرحلة )ص44
وفعلاً انتقل الى عالم اخر شاهد الناس يرتدون ملابس بيضاء وشاهد الوديان الخضراء وبدأ يصف تلك الاماكن الساحرة حتى سمع صوت ابيه، عبارة عن طيف واقفاً امامه رغم فرحه بلقائه لكنه لم يستطع احتضانه.
( افهم منك بأنك قد سامحتني 
أبتسم وقال : ومتى غضبت عنك لأسامحك انت ابني الوحيد ووريثي والمعيل لعائلتي من بعد ما رحلت عنكم ) ص48
انتهى زمن الرحلة كان ساعة واحدة عاد الى الفندق محمولاً على غيمة وكان الحاج محمود في انتظاره، بدأ يشرح الى الحاج محمود عن الرحلة التي قضاها في عالم الاموات، تكررت الرحلة .. الرحلة الثانية، البحث عن حبيبته التي تزوجت كانت رحلته مخيبة للآمال الا انه تخلص من تأنيب الضمير.
الرحلة الثالثة البحث عن الرجل المفاوض الحاج مهدي الذي أختفى كلمح البصر ليسلمه رسائل الحاج محمود، شاهد مدينة مزدحمة يتكلمون باللغة العراقية الجنوبية انها البصرة الفيحاء، ان هذه الرحلة تكون اطول من الرحلتين السابقتين، بأمر الغيمة ينزل ويتجول في الشوارع والازقة، شاهد حاج مهدي وسلمه الامانة التي ارسلها له الحاج محمود.
( ابلغ الحاج محمود بأني سأقوم بتدريس وصاياه في كل المحافل، ودعته بعد ان اوصاني بالاهتمام بالحاج محمود )ص67        
في هذه الرحلة تطرق الى الزعيم عبد الكريم قاسم ومهرجان المربد الشعري معلم ثقافي وذكرة مصيبة كربلاء ومعركة الطف وذكر اهميتها في المناطق الجنوبية واستمر الزمن يعود الى عام 2003 وحكم بريمر العراق مما دفع البطل بخط لا قطعة ( انت كذاب كبير يا بريمر) 
ووقف امام السيارات المضللة مدخل المنطقة الخضراء شاهده بريمر وقال ( لماذا تصفني بالكذب ) يرمز لأيام الغزو على العراق ولعبتهم القذرة في احتلال العراق والعملاء والمصالح الامريكية الرواية تنقلنا من الحاضر الى الماضي والعودة الى الحاضر تسمى ادب الخيال الفنتازيا تتناول الواقع الخيالي من رؤية غير مألوفة،  فيها الكثير من الدلالات والرموز عاشها الشعب العراقي بمرارة ولايزال.
يذكر ان الرواية طبعت عن النخبة للطباعة والنشر والتوزيع / مصر بواقع 79 صفحة من الحجم المتوسط.






Share To: