أخبر مدحت؛المتردد والبطيئ  فى اتخاذ  قرارته كثيرا والقليل الثقة فى نفسه؛ صديقه الأنتيم؛ طارق أنه ينوى الزواج أخيرا ،وأخبره أيضا باسم الفتاة التى يريد خطبتها ،والتى تسكن فى منطقة طارق وبيته  ،قبل أن يطلب منه أيضا أن يراقبها ليتأكد من سلوكها وأخلاقها قبل أن يتقدم لها ....فعل طارق كل ما طلبه منه صديقه الأنتيم  مدحت وأعجبته الفتاة ،ووجدها تفوق الصفات التى ذكرها له مدحت بل أكثر وأجمل  مما كان يتخيل من خلال حديث مدحت عنها  فهى: أصل عريق وجمال ،وأناقة، وأدب ، وثقافة ،ونبل أخلاق فحدث طارق نفسه والذى كان يبحث  هو الآخر عن فتاة  ليخطبها .......ثم تساءل طارق ودار بينه وبين نفسه حديثا داخليا: كيف عصر عليها مدحت وأكتشفها قبل أن أصل  وهى القريبة منى فكان من  الأولى أن اكتشفها أنا، وليس مدحت وأخذ يلوم نفسه عن غفلته عن تلك الفتاة فى الماضى ؛ولكنه أتخذ قرارا بأن يتقدم لها هو  ويخطبها مبررا ذلك بينه وبين نفسه  :لو كانت من نصيب مدحت ما كان أخبرنى بذلك وتقدم لها  لخطبتها من تلقاء نفسه  دون تردد أو سؤالى  ، و ما طلب منى أن أراقبها وانتظار النتيجه........ ومن يدرى حتى لو أخبرته بالحقيقة ، فأنا لست متأكدا أنه سيتقدم لها مثل ما فعل فى الماضى مع كثير من الفتيات فهو يظل يبحث ويسأل.....؟ ثم يتردد فى إتخاذ  القرار حتى أشتهر  عنه ؛بأنه إذا فكر فى خطبة فتاة يتزوجها غيره على الفور ، و  منهم من أنجبت أطفال و فى الصف الأول الابتدائي ...فهو حائر بين خيانة صديقه وبين ضياعها الفرصة المتمثلة فى الفتاة النموذج .....التى كنت أبحث عنها فلو تركتها لن يتقدم لها وستضيع ،لعل أهم ما أشتهر به مدحت  هو بحثه واختياره فتيات  يتزوجها غيره ثم بباطن كفيه على رأسه فى محاولة منه من أجل يوقف،،، ويسكت  حواره الداخلى فقد أكتشف أفكارا بداخله لم يكن يعلم أنها تسكنه وضد من.......؟ صديقه وأنتيمه......حملقة فى اللاشئ ، برهة من الوقت صمت .

ثم أردف داخليا من أعماقه مبررا ما سيفعله  فطلبه منى مراقبتها لعل القدر  أرسله برساله أنها قسمتى و نصيبى ثم ردد بإصرار  أشد هى ستكون من قسمتى ونصيبى؛ ولابد أن أتقدم لها  قبل أن يفعل  غيرى فاخسرها كما ينوى  مدحت المتردد الخائف خسارتها  الذى يشاهد الحياة من الخارج ،و لا  يجرؤ على الدخول لمعتركها وخوض حروبها أنا المهيأ لها   ، أقسم أنه غير راغب فى الزواج منها أو من غيرها ، هذه كما يفعل فى كل مرة  أنا متأكد من ذلك ...هو ينتظر منى أن أتقدم  لها  حتى يجد مبررا بعد ذلك لنفسه فى  عدم الزواج و الدخول لقلب الحياة التى يخشاها ما الذى يخشاه مدحت !؛  سأكون أنا هذا المبرر والسبب الذى يبحث عنه مدحت. فهو يعشق دور الضحية المجنى عليه؛ سأكون أنا الجانى وهو الضحية لن أحرمه من ذلك ، الفتاة تستحق المغامرة رأسى ستنفجر لو أنى متأكد أنه سيتقدم لها ، لم  أفكر بها لحظة ستضيع منى ومنه. أقسم أنه يريد منى التقدم لها ليصبح مجنى عليه ليعيش دور الضحية البريئ وليجد مبررا للهروب أعرفه جيدا .تقدم لها طارق  وتمت الخطبة دون أن يعرف مدحت أو يخبره صديقه طارق ،وعندما علم بذلك مدحت وحاول أن يفهم من صديقه طارق أكثر، ولماذا فعل ذلك دون أن يخبره بالأمر وكأن الخطأ فقط أنه لم يخبره من قبل أين ثورته العارمة المتوقعة أين ثأره لكرامته؟؟؟ قبل أن يعاتبه :فتعلل له طارق:بالقسمة والنصيب؛ وجاء الغضب كما توقعه طارق الذى يعرف صديقه جيدا وغاص فى أعماقه من قبل وحلل نفسيته وبناء عليه أتخذ قراره بالتقدم للفتاة ، والعكس صحيح  أيضا من مدحت الذى أراد أن يعطى أو يهدى أو يتخلص من الفتاة بأن يأخذها منه صديقه  بطريق غير مباشر ويصبح بعدها ضحية وصديقه جانى وخائن.... صدقت فراسة طارق فى مدحت المتهيب من الحياة والخائف منها ... ؟؟؟!!!!



Share To: