هُنَا الأرضُ
ومَوطئُ القَدَمِ،
هُنَا مَسقطُ رأسِي
بالذِّكرَيَاتِ القِدَمِ،
هُنَا الرِّيحُ 
يَصفعُ خدَّ الوجُودِ بأنَاقَةٍ
وتَمُرُّ اللَّحظَاتُ بخَاطرِي بتَعجرُف،
هُنَا تتَراقصُ قَطرَاتُ النَّدى باستِحياءٍ
عَلى ثَغرِ الزُّهُورِ النَّائمَة ..
هَذهِ الأرضُ
وهذَا الوطَنْ،
هُنَا عرِفتُ الرُّومانسيَّة وحِيداً في الغَابِ
وعَرفتُ الشَجَنْ،
علَى هذَا التُّرابِ المُقدَّسِ
تَعلَّمتُ أن أُحبّ وأحبَبتْ،
عَلى هذَا التُّرابِ
أَعلنتُ نفسِي شَاعراً
وأَشهَرتُ سَيفَ الحُبّ علَى الجَميعْ،
علَى هذَا التُّرابِ
كُنتُ أنَا دوماً
كَما عَهِدتنِي كَواكِبُ السَّمَاءِ
مُناضِلاً من أَجلِ الحُريَّةِ والسَّلاَمْ،
علَى هذَا التُّرابِ
عَاهَدتُ نَفسِي بعَدمِ الصَّمتِ 
والسَّهوِ عنِ التَّفاصِيلْ ..
هَذهِ الأرضُ
تَدينُ لي بالحُبِّ والوفَاء
بوردَتَانِ وقُبلةٌ طَويلَةٌ جِدًّا،
هَذا الوطَنُ
يَدينُ لي بقَصيدَةِ رثَاءٍ
ودَمعتَانِ مُحتشِمتَانْ ..
سَأسقِي كلَّ زَهرَةٍ هُنَا بدمَائِي
سَأستَلقِي طُولَ المسَاءِ تحتَ غيمَةٍ
أستَسقِيهَا فتَسقِينِي،
أشرَبُ الحيَاةَ مِن كَأسِ اللَّيلِ 
رَشفَةً رَشفَة
حَتَّى تَسجُدَ النُّجُومُ لشِعرِي،
أروِي الحِكَايَاتِ للقَمَرِ المُتعَب
حتَّى نغُطَّ في النَّومِ جَميعاً ..
هَذهِ الأرضُ
وهذَا الوطَنْ
كَلمَاتٌ مُتنَاقضَات
فِي قَصيدَةِ شَاعرٍ ثَائِر ..



Share To: