جلست ككل يوم لتكتب وتجسد أفكارها على الورق ،راحت تكتب وتكتب الى ان سمعت صوته يأتيها من بين الكلمات ..
قال لها انني اشتهي فنجان  قهوة من يدك  فأنا منذ مدة لم اتذوقه...
قالت  بفرح سأصنع لك فنجانا واضع فيه بدل البن ملاعق من شوقي اليك ...
صنعت القهوة  برغوة  الشوق والاشتياق ...سكبتها في فنجان  الحب ،ولانه يحبها بلا سكر، حملت الفنجان وضمته بكفيها وهو ساخن ،لكنها لم تشعر بسخونته بل احست بنشوة عجيبة..
وضعته على اوراقها فاندس فيها وسافر إليه ..
 هي تعرف جيدا بأن يده تؤلمه ،فكيف سيحتسيه ؟
ادخلت نفسها في حلمها المرسوم على الورق..طرقت بابه ودخلت ،وجدته يبتسم لها وكأنه يرحب بها ويشكرها على صنيعها ...
اقتربت منه على مهل وكان قلبها يخفق مع كل خطوة تخطوها نحوه وهو جالس في مقعده ..
حملت الفنجان الذي وصل قبلها  ومع ذلك  مازال ساخنا كقلبها ...
جعلته يرتشف من اصابعها قهوة العمر  وهي راحت  ترتشف من عينيه الحزينتين شوق الخيال .
وهكذا امتزج طعم الشوق بالحنين ....
يلمس يديها بحنان ويطبع عليهما قبلة  من قبلاته ...ترتبك وتسرع بالخروج ....لتسافر عبر المسافات ..
تعود الى اوراقها لتخرج من باب حلمها، فتجد  آثار قبلة مطبوعة من قهوة شفتيه  على اصبعها ..
تلثم قهوة القبلة بحنان فتشعر بطعم غريب تتذوقه لاول مرة ..
خيالات كانت تلك القهوة ،لكنها تركت آثارها   في واقع ملموس ...
اكان حلما؟ ،خيالا؟ سرابا ؟ هلوسة ؟ 
لكن ماعاشته كان واقعا في خيالات ....
 





Share To: