كانت الحضارة الفارسية تشتهر بديانة فلسفية وهي الزرادشتية التي كان يعتنقها ذوو السلطة و الحاكمون، وكان من فلسفتها تفضيل زواج الرجل بأمه وأخته أو ابنته. كما كان فيها المزدكية التي قامت على فلسفة أخرى هي حل النساء وإباحة الأموال وجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم في الماء والنار والتي استمدت منها الاشتراكية الروسية بدايتها بعد الثورة البلشيفية في روسيا والتي سميت بالاتحاد السيوفيتي قبل انحلاله فيما بعد انهيار المعسكر الشرقي بعد الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
اليهودية
أما الديانات الإبراهيمية التوحيدية الثلاث كانت لها رؤية قد تختلف أو تتفق مع بعض هذه الأفكار في العصور السابقة القديمة وفي بحث الإنسان المتصل وغير المتوقف عن الذات الإلهية وعن وجود الإله وقضية الوجود من العدم وكيف أوجد الله الناس والكون والبشرية كلها وكيف وجد الإله ذاته .
ففي بداية الزمن وجد أول إنسان ( آدم بالعبرية) نفسه وحيدا في جنة عدن. وقد خلق الله هذه الجنة بأن جعل ينبوعا يتدفق في الصحراء الشرقية كي يخلق هذه الواحة الفردوسية . وهناك ، انقسم الينبوع إلى أربعة أنهار منفصلة – البيشون ، الجيحون ، ودجلة والفرات – التي نبعت من المركز المقدس لتمنح الحياة لبقية العالم .
وكان الله قد شكل أدم من التراب ثم نفخ نفس الحياة في أنفه وأقامه حارسا على الجنة. وكانت عدن أرض الملذات بحق وكان من الممكن أن يحيا فيها آدم حياة نعيم مقيم .
وأتى بجميع الطيور والحيوانات من الأرض لترافقه وكانت ثمة شجرتين مقدستين قائمتين في مركز العالم – وهما شجرة الحياة، وشجرة معرفة الخير والشر– كما كانت هناك أفعى متكلمة كي تعرفه على أسرار الجنة.
وكان آدم يشعر بالوحدة والحزن لأنه كان وحيدًا، فانتزع الله ضلعًا من أضلاعه وهو نائم وخلق منه أنثى لتخفف عنه وحدته وترافقه في الجنة وشعر آدم بالفرحة عندما وجدها
[ هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ] (تكوين 2:23)
وأسطورة سفر التكوين في التوراة ترتبط ببناء المعبد الذي بناه سليمان (970-930 ق.م ) في القدس
وكان أحد الأنهار الأربعة التي تنبع من الجنة نهر يسمى (جيحون) ويقع أسفل ما يسمى (جبل المعبد). وكانت عملية الخلق التي قام بها الإله الله العلي مُهمة في طقوس العبادة بالمعبد ليس لأنها كانت تمد العابدين بمعلومات عن أصل الكون، بل لأن بناء المعبد كان تكرارا رمزيا لنشأة الكون وبهذا فقد مكن بناؤه البشر من المشاركة في القوى الإلهية الخلاقة . وضمن أن يحارب الله أعداء الإسرائيليين .
وكان المعبد لدى الإسرائيليين رمزا للكون الأصلي المتناغم كما صممه الله في البداية من ثم فإن وصف الحياة بالجنة قبل ((السقوط)) تعبير عن shalom الحس ب (السلام) و (الوحدة) و (الاكتمال) التي كان الحجاج يخبرونه حينما يشاركون في الطقوس ويشعرون أن انفصالهم عن المقدس قد شفي مؤقتا.
وعلى ما يبدو فقد صمم معبد سليمان ليكون نسخة من الجنة وبني عشرين ذراعا من مؤخر البيت بأضلاع أرز، وبنى داخله لأجل المحراب أي قدس الأقداس وأربعون ذراعا، كان البيت أي الهيكل الذي أمامه وأرز البيت من الداخل كان منقورا على شكل قثاء براعم زهور .لم يكن يرى به حجر ووضع محرابا في وسط البيت ليضع هناك تابوت عهد الرب وجعل المحراب عشرين ذراعا طولا وعشرين ذراعا عرضا وعشرين ذراعا سمكا ،.وغشاه بذهب خالص كما غشى جميع البيت أي المحراب بذهب خالص وكذلك فعل في المذبح وعمل في المحراب كروبين من خشب الزيتون علو الواحد عشر أذرع جناح الكروب الواحد وخمس أذرع جناح الكروب الآخر .لم يكن الإسرائيليون في القرن الثامن ق.م قد بدأوا في اتباع دينهم وكانوا مازالوا يعتمدون على الطقوس الخارجية وكانوا يعيشون آنذاك في مملكتين منفصلتين هما مملكة يهودا بالجنوب (الضفة الغربية) وعاصمتها القدس ومملكة إسرائيل الأكثر ازدهارا في الشمال. ومن الجدير بالذكر أن قصة آدم وحواء كتبت في مملكة الجنوب في الوقت الذي بدأ الملوك يكلفون الكتبة بتأليف قصص أساطير يضعونها في سجلاتهم وكان ذلك في القرن الثامن ق.م. ويشير الباحثون إلى ذلك الكاتب بحرف “J” بالعبرية لأنه يعرف الإله باسمه “يهوه” وفي نفس الوقت كان ثمة كاتب يعرف بالحرف “E” لأنه كان يفضل استخدام اللقب الإلهي الرسمي (الوهيم) ويؤلف أسطورة مماثلة لمملكة إسرائيل الشمالية .
ومنذ البداية لم تكن ثمة رسالة وحيدة معتمدة بالتوراة وفسر كل من E,J تاريخ الإسرائيليين تفسيرين مختلفين وحافظ المحققون والكتبة فيما بعد على تلك الاختلافات ولم يكن ثمة ما هو بالغ القداسة حول تلك النصوص وكانت الأجيال اللاحقة تشعر بحرية إعادة كتابة ملحمة JE .
تروى القصة كيف أنه في حوالي عام 1850 ق.م طلب الله عز وجل من أبراهام أن يغادر موطنه في بلاد ما بين النهرين ويستقر بكنعان ووعده بأنه سيصبح والد أمة قوية عظيمة ستمتلك الأرض .
عاش أبراهام وابنه اسحق وحفيده يعقوب في الأرض الموعودة كأغراب مقيمين، حتى جاء الوقت الذي أجبر فيه أبناء يعقوب الإثنا عشر – وهم مؤسسو قبائل إسرائيل الإثنى عشرة – أثناء إحدى المجاعات على الهروب إلى مصر. وازدهرت أحوالهم في البداية، إلا أن المصريين شعروا بالتهديد في نهاية المطاف بعد أن تنامت تزايدت أعداد بني إسرائيل فقمعوا الإسرائيليين واستعبدوهم إلى أن أمر الله موسى أن يقود قومه للعودة إلى كنعان وبأمر الله عز وجل فلق لهم البحر وعبروا وتمكنوا من الهروب من مصر وعاشوا رحالا في صحراء سيناء المقفرة الواسعة وتاهوا فيها لمدة أربعين عاما. وعلى جبل سيناء سلم الله عزل وجل إلى رسوله موسى تعاليم التوراة وتبنى قوم إسرائيل شعبا مختارا له ، وتوفى موسى على جبل الفسجة على أعتاب الأرض المقدسة الأرض الموعودة ولم يدخلها لكن في النهاية وفي حوالي عام 1200 ق.م فتح يشوع كنعان وطرد سكانها الأصليين خارجها .
كانت رؤية أتباع سفر التثنية قد تأثرت بعنف زمانهم وصورت كتابات سفر التثنية يشوع وهو يقتل سكان كنعان كما فعل مع قادة الجيش الآشوري الذين ظلوا يرهبون المنطقة لمدة مائتي عام .
كان لاهوتهم القتالي قد أعماهم عن الحقائق الواقعة على الأرض ولم يمض وقت طويل حتى حولت القوى العظمى اهتمامها إلى يهوذا. وفي عام 611 ق.م سار فرعون مصر نخو الثاني مخترقا كنعان في محاولة لمجابهة سطوة بابليون المتصاعدة . وفي استعراض فاشل للتحدي اعترض يوشا الجيش المصري في مجدو وقتل على الفور .
ومنذ آنذاك أصبحت مملكة يهودا شديدة الصغر وخاضعة للقوتين العظميين مصر وبابليون، ومضت سياستها الخارجية تتحول لصالح إحداهما .وأصر بعض الإسرائيليين على عدم إمكان هزيمة مملكة يهودا لأن الله عز وجل هو من يرعاها ويحميها وهو ربها، ومضوا يحضون حكامهم على توكيد استقلالهم . ولكن النبي آرميا وآخرين حاولوا إجبارهم على مواجهة الواقع دون جدوى، وبعد اثني عشر عاما على وفاة يوشيا حدثت كارثة أكثر هولا بكثير؛ حيث تمردت يهودا على سيادة بابليون، وفي عام 597ق .م أخضع (نبوخذ نصر) القدس لولايته وسبى نخبتها الملوك، والنبلاء، والكتبة، والجيش، والحرفيين – وأخذهم إلى بابل ونصب ملكا صوريًا على المدينة المقدسة، وبعد حوالي إحدى عشر سنة تم تدمير المدينة المقدسة وتم تدمير القدس عن آخرها وإحراق معبد سليمان حتى لم يتبق له أثر يذكر .
في مطلع عام 70م حاصرت الجيوش الرومانية القدس .وكانت مملكة يهودا قد بقيت مستسلمة للاحتلال الروماني ثم فجأة تفجر الاستياء المكبوح في ثورة عارمة عام 66م .
لم يكن قادة اليهود يحظون بإجماع إذ إن كثيرا من اليهود اعتقدوا انه من الحماقة مواجهة قوة روما، ولكن مجموعة من اليهود المتعصبين الراديكاليين تغلبت على المعتدلين نظرا لاقتناعهم أن روما كانت في حالة تدهور وأن هناك ثمة فرصة جيدة لنجاح اليهود .
كان القائد الروماني اللامع فسبسان قد تمكن تكتيكيًا من هزيمة جيوش المقاومة في الجليل بشمال فلسطين حتى عام 70م حين أصبح إمبراطورا وعاد إلى روما وترك المهمة لابنه تيطس .
وبحلول شهر مايو كان تيطس قد اخترق الجدار الشمالي للقدس، وعلى الرغم من ذلك لم يستسلم اليهود، وحينما شق جنود جيش (تيطس) طريقهم غلى الساحات الداخلية للمعبد المهيب الذي كان قد شيده هيرود عام (73 ق.م) قاتل اليهود باستماتة دفاعا عن معبدهم وحينما اشتعلت النيران في المعبد صدرت صيحات رعب رهيبة دفع بعضهم بنفسه على سيوف الرومان فيما ألقى البعض بنفسه في النيران .
ووقف معظم الناجين وهم يشاهدون جنود تيطس من الرومان يهدمون ما تبقى من المبنى وهذه كانت نبؤة المسيح عيسى عليه السلام لليهود بأنه سوف يتم تدمير المعبد ولن تقوم له قائمة مرة أخرى في هذا المكان ولكن لم يصدقه اليهود.أحدث تدمير المعبد صدمة في جميع أنحاء العالم اليهودي . بقيت طائفتان فقط من تلك التي كانت قد تنامت أثناء زمن المعبد الثاني بعد تلك الكارثة .
هذا بعض ما ورد في القران الكريم عن قصة اليهود وهذا فقط لكي يناقش كل انسان الافكار بموضوعية من جميع الجهات.
وءاتينا موسى الكتاب وجعلنه هدى لبنى إسرائيل ألاتتخذوا من دوني وكيلا (2) ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا (3) وقضينا إلى بنى إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا (4) فإذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدأ مفعولا (5) ثم رددنا الكرة عليهم وأمددناكم بأموالا وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (6) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الأخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا (7) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا (8)
(الإسراء 2 – 8
وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رءا نارا فقال لأهله أمكثوا إني ءانست نارا لعلى ءاتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (10) فلما أتاها نودي يا موسى (11) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (12) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (13) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري (14) إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15) فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى (16) وما تلك بيمينك ياموسى (17) قال هي عصاى أتواؤا عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مئارب أخرى (18) قال ألقها ياموسى (19) فألقاها فإذا هي هى حية تسعى (20) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى (21) وأضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ءاية أخرى (22) لنريك من ءاياتنا الكبرى (23) اذهب إلى فرعون إنه طغى (24) قال رب اشرح لي صدري (25) ويسر لي أمري (26) واحلل عقدة من لساني (27) يبفقهوا قولي (28) واجعل لي وزيرا من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزرى (31) وأشركه في أمرى (32) كى نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا (35) قال قد أوتيت سؤلك يا موسى (36) ولقد مننا عليك مرة أخرى (37) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى (38) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقفه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عينى (39) إذ تمشى أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كى تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى (40) واصطنعتك لنفسي (41)اذهب أنت وأخوك بأياتى ولا تنيا في ذكرى (42) اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى (44) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى (45) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى (46) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بأية من ربك والسلم على من اتبع الهدى (47) إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولى (48) قال فمن ربكما يا موسى (49) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (50) قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى (52) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى (53) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لأيات لأولى النهى (54) منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى (55) ولقد اريناه ءاياتنا كلها فكذب وابى (56) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى (57) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا تخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى (58) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى (59) فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى (60) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى (61) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى (62) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكما المثلى (63) فأجمعوا كيدهمن ثم أتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى (64) قالوا يا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى (65) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى (66) فأوجس في نفسه خيفة موسى (67) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى (69) فألقى السحرة سجدا قالوا أمنا برب موسى هارون وموسى (70) قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى (71) قالوا لن نؤثرك على ما جائنا من البينت والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقض هذه الحياة الدنيا (72) إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطاينا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى (73) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحى (74) و من يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى (75) جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى (76) ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادى فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى (77) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم (78) وأضل فرعون قومه وما هدى (79) يا بنى إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ووعدنكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى (80) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (81) وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى (82) وما أعجلك عن قومك يا موسى (83) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى (84) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري (85) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي (86) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامرى (87) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقال هذا إلهكم وإله موسى فنسى (88) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا (89) ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمرى (90) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى (91) قال يا هارون ما منعك أن إذ رأيتهم ضلوا (92) ألا تتبعن أفعصيت أمرى (93) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولي (94) قال فما خطبك يا سامري (95) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى (96) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفه في اليم نسفا (97) إنما إلهكم إله الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما (98)كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد ءاتيناك من لدنا ذكرا (99)
( طه 9 – 99 )
طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ(4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ(6) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ(19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(27) قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ(38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ(39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَٰكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
(القصص 1 – 46)
تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين (101) وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين (102) ثم بعثنا من بعدهم موسى بأياتنا إلى فرعون وملإيه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين (103) وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين (104) حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معى بني إسرائيل (105) قال إن كنت جئت بأية فأت بها إن كنت من الصادقين (106) فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين (107) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (108) قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم (109) يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون (110) قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين (111) يأتوك بكل ساحر عليم (112) وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين (113) قال نعم وإنكم لمن المقربين (114) قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين (115) قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم (116) وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هى تلقف ما يأفكون (117) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون () فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين (119) وألقى السحرة ساجدين (120) قالوا ءامنا برب العالمين (121) رب موسى وهارون (122) قال فرعون ءامنتم به قبل أن ءاذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون (123) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين (124) قالوا إنا إلى ربنا منقلبون (125) وما تنقم منا إلا أن ءامنا بأيات ربنا لما جائتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين (126) وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك قال سنقتل أبنائهم ونستحى نسائهم وإنا فوقهم قاهرون (127) قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (128) قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون (129) ولقد أخذنا ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون (130) فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون (131) وقالوا مهما تأتنا به من ءاية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين (132) فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايت مفصلات فاستكبروا بها وكانوا قوما مجرمين (133)
(الأعراف 100 – 156)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شيءتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)
(البقرة 47 – 64)
Post A Comment: