// ديوان رجل الثلج //
الطبعة الإلكترونية الأولى (2020 )


حِينَ تَنْتَهِي اٌلْحَرْبُ 
سأَعُودُ إلَى الْبَيْتِ 
كَي أنْفُضَ اٌلْغُبَارَ 
عَن اٌلشَّبَابِيكِ اٌلْمُكَسَّرَةِ ، 
عَن مَزْهَرِيَّةِ اٌلدَّارِ 
عَن كَرَارِيسِيَ اٌلْقَدِيمَةِ ، 
وَعَنْ 
ذَاكِرَة اٌلنَّهْرِ . . . 
حِين تَنْتَهِي اٌلْحَرْبُ 
أُرَتِّبُ مَوَاعِيدِي : 
ألْتَقِي بِي أَوَّلًا 
عَلَى 
مَدْخَلِ اٌلْبَابِ 
نَتَبَادَلُ اٌلتَّحَايَا 
ثُمَّ 
نُعَرِّجُ عَلَى تِينَةِ اٌلحَقْلِ اٌلوَحِيدَةِ .
نَأْخُذُ صُورَةً شَمْسِيَّةً ،
وَنَمْضِي 
فِيي اتِّجَاهِ الْمَقْبَرَةِ اٌلوَطَنِيَّةِ ؛
نَقْرَأ 
أَسْمَاءَ اٌلشُّهَدَاءِ 
وَاحِدًا 
وَاحِدًا .
نُعَلِّقُ أَحْلَامَنَا 
عَلَى شَاهِدَاتِ اٌلْقُبُورِ .
وَنَمْضِي 
فِي اٌتِّجَاهِ اٌلْبَحْرِ ،
نَعُدُّ خُطَانَا ،
وَخُطَى اٌلْمُحَارِبِينَ اٌلْمُتْعَبِينْ .
(اَلْحَرْبُ مَهْزَلَةٌ ) ** يَا صَدِيقِي 
لَمْ
تَتْرُكْ لِلْيَمَامِ 
مُتَّسَعًا مِنَ اٌلْوَقْتِ ،
كَي يُنَضِّدَ رِيشَهُ
وَلَم 
تَتْرُكْ
مَكَانًا لِلْعَاشِقَيْنِ اٌلصَّغِيرَيْنِ 
كَي يَبْنِيَا حَدِيقَةَ الْبَيْت 
(اَلْحَرْبُ مَهْزَلَةٌ ) 
يَا صَدِيقِي 
تَعَال مَعِي نبحث 
بَيْن اٌلشَّظَايَا 
عَن 
دُمْيَةٍ 
عَنْ لَوْحَةِ اٌلْبَحْرِ فِي جِدَارِ بَيْتِنَا اٌلْقَدِيم ،
وَعَن سَاعَةِ الحَائِطِ اٌلخَشَبِيَّةِ .
نبحث بَيْن اٌلشَّظَايَا 
عَن سَنَوْنَوَةٍ 
لَم تُحَلِّقْ كَثِيرًا 
فِي سَمَاءِ اٌلْمَدِينَةِ .
وَعَنْ حَبْلِ اٌلْغَسِيلِ اٌلْأَخِيرِ ،
وَعَنِ 
اٌبْتِسَامَةِ جَارَتِنَا اٌلْأَخِيرَةِ .
(اَلْحَرْبُ مَهْزَلَةٌ) يَا صَدِيقِي 
فَاٌجْلِسْ مَعِي 
قَلِيلًا 
عَلَى أنْقَاضِ حُلْمِي 
كَي أُلَمْلِمَ أَشْلَاء حُلْمِي 
كَي أُحِبَّكَ 
قَلِيلًا .

* مدينة تركية تبعد 96 كم شمال حلب السورية

** ( Quelle connerie la guerre ) _
 Barbara _ Jaques Prevert



Share To: