أراك كثيراً
يا مَنْ أسكنْتُكِ في قلبي
وسقيْتُكِ من نهرِ الحبِّ
لن أعْصيَ فيكِ ربي
في أنِّي جعلتُك دربي
فعشقتُك عشقَ الأحرارِ
ورفعتُكِ لسماءٍ
لن يصلَ إليها الأشرارُ
لا تسلي عن بحرِ الحبِ 
فسنعبرُه دونَ سؤال.
.......................
أراك كثيرا
تلفين عمري بثوبٍ بديع
فأهواكِ لحناً جميلاً
ونبضاً نبيلاً بقلبٍ وديع
أجوبُ البلادَ
أراكِ بكلِّ الوجوهِ
وكلِّ المدائنِ
كلِّ الحدائقِ
وردَ الربيعِ
أراكِ بكلِّ الشموسِ 
وكلِّ النجومِ
أراكِ ابتسامةَ عمري 
أمامَ انطفاء ِالشموعِ
............................
أراكِ كثيراً 
بنفسِ الملامحِ 
ونفسِ الطهارةِ 
نفسِ البراءةِ
ونفسِ العيونِ الجميلةِ 
ونفسِ الورودِ 
ونفسِ الخميلةِ
.................
أراكِ كثيراً 
تُديرينَ عمري لزمنٍ مديدٍ
فيُصبحُ حلمُ الليالي بقلبي
زماناً سعيد
أجيءُ إليكِ 
مع َكلِّ وقتٍ بنبضٍ جديد 
......................
أراكِ كثيراً 
أذوبُ عليكِ
بقايا بريءٍ قضى الموتُ فيهِ
ولا يستكينْ
فهل تعلمين
بأنَّ الشهادةَ في الحبِّ
بعضٌ من النبضِ لو تشعرينْ
وهل تعلمين بأنَّ انتصارَ العيونِ الجريئةِ
شيءٌ من الطِّيب في اليَاسَمين
وهل تعلمين
برغمِ رياحِ الشتاءِ المطارد فينا
بأني أطاردُ
كلَّ رمادِ الزمانِ الحزين
أذوبُ عليكِ فهلْ تعلمين
بأن الجليدَ يذوبُ اشتياقاً
لهمسِ الشموسِ
ونبضِ السنين
أراكِ كثيراً بنفسِ الدماءِ
ونفسِ الدموعِ
تغيبين عني خلفَ الشموع
فأبدو بلونِ الحيارى
ولونِ السكارى 
ولونِ الصقيع
وأنتِ أراكِ بلونِ الربيعِ
وقد ماتَ عندي الخريفُ
وضاعَ الشتاءُ 
وغابَ المصيفُ
....................
أراكِ كثيراً
دواوينَ شعري
وأحلامَ عمري
وبيني وبينكِ عشقٌ قديم
وعمرٌ طويل 
وحبٌ عظيم
وبيني وبينكِ سفرٌ بعيد
وزمنٌ بخيل
ولن أستطيعَ الرحيلَ
فكم عشتُ أرحلُ في مقلتيكِ
وما زلتُ أبحثُ عنْ مستحيل
وكم تاه قلبي بين يديكِ
وقلبكِ ما زالَ حملاً ثقيل
وما زلتُ أحلمُ أنّا
التقينا
وأنّا احتضنا
ولكنَّ حُلمي ليس يطول
أراكِ كثيراً 
فأُوْهِمُ نفسي 
بأني احتويتُكِ بينَ ضُلوعي
ولكنَّ عمرَ الأماني قليل
لماذا أراكِ علي كلِّ لونٍ
وفي كلِّ دربٍ 
تديرين ثوبَ الأماني الجميل



Share To: