الأغتراب نوعان: أن تغترب بجسدك بعيدا عن وطنك، ويسمى اغتراب مكان.
أما الأغتراب الثاني الذي نحن بصدده هو اغتراب الروح، والنفس، واغتراب الإنسان داخل المكان، وهو إحساس بعدم توافق الإنسان فكريا ونفسيا مع قيم مجتمعه.... لأنه يؤمن بقيم ومعايير للحكم على الأمور مستمدة من منظومة أفكار وطريقة حياة ، ونظره فلسفيه لحياته مختلفة .... ولكن المجتمع يفرض عليه منظومة عكس كل ما يؤمن به من قيم واخلاق، وسلوك فى خصومة مع النفس ،فيحدث صراع داخلى لأنه فشل فى تحقيق ما: يؤمن به وما ينتمى إليه وما يتمنى ممارسته ليكون توافق وتصالح مع ما يؤمن وبين واقعه ويكون إنتصار لنفسه وعقله وفكره.... لتصبح النظرية والتطبيق وظاهره وباطنه في انسجام تام .... أما فى حالة فشل الإنسان في التوفيق بين نفسه وعقله وبين مجتمعه فينشطر الإنسان وكأنه تائه أبدي فيغترب وهو لم يبرح المكان وتسمي هذه غربة الذات في المكان ويأخذ في التقوقع، يعيش غير ما يريد، يعيش غير ما يعتقد، يعيش للمجتمع لا نفسه. فالمجتمع هو الذى يعيش بمنظومته وسطوته القهرية، فهو ينفذ أوامر المجتمع ، ونواهيه وأخلاقه من خلال الفرد نفسه وتصبح نظرية تنميط الإنسان لينتج المجتمع شخصيه واحده مكرره، وهذه قمة الغربه الروحيه النفسيه.
Post A Comment: