----------------------
الشَّام ُأمّي وتاريخي ولي نَسَبُ
يافخرَ أصلٍ إذا للشّامِ أنتسبُ

أرضُ الكراماتِ سوريّا بكوكبها
تعلو المروءاتُ والأخلاقُ والرّتبُ

فوقَ الشّموسِ لها عرشٌ ومملكةٌ
كم يضحكُ المجد ُفيها حين يُكتتبُ !

أعداؤنا من جميعِ الأرضِ قد نَسلَوا
للشّامِ جاؤوا وفينا اليومَ قد لعبوا

ضاع الأمانُ وضاع السّلم ُفي بلدي
والحربُ غولٌ وأرضي اليوم تُنتَهَبُ

أُكفكفُ الدّمعَ أحياناً وتبعثهُ
لواعجُِ الحزن أحياناً فينسكبُ

قولوا لهم : أرضُنا والشعبُ يقهرُهمْ
يوم َِالنّزال وذي الأيام ُتنقلبُ

إنَّ الشّآم َجنودُ الحقِّ تحرسُها
للنّصرِ وجهتُهُمْ والموتَ قد طلبوا

صيدٌ إذا انتسَبُوا , غيمٌ إذا وهبوا
أُسْدٌ إذا وثبوا , حَتْفٌ إذا غضبوا

رَدُّوا عنِ الشَّامِ أعداءً بغيظهمُ
وأكْبُدُ البغي بالأحقادِ تلتَهبُ

والجيشُ قد منحَ الأوطانَ عِزَّتَها
باتتْ بلادي على الجوزاءِ تنسَحبُ

أقمارُنا في سماء الجود قد سطعوا
تزهو بهم أرضنا والجيلُ والحِقَبُ

إنَّ الشُّموخَ على الهامات منعقدٌ
لم يقبلوا الضَّيمَ في أفعالهمْ عَجَبُ

والغار َُصلّى على أقدامهمْ رَغَبَاً
فوق الثُّريَّا لهمْ فخرٌ لهم قِبَبُ

لبّوا نداء بلادي إذ تهيبُ بهم :
عِرضي استُبيحَ وأنتمْ دونَه القُضبُ

هبّوا أسوداً لهم صولاتُ مُنتَقِمٍ
ومن زئيرهمُ الأعداءُ تَرتَعِبُ

سَقَوا بلادي فداءً طابَ مَشرَبُهُ
من عذب ِكوثرِهم تُستَمطَرُ السُّحُبُ

الشّامخون شموخَ الحقِّ تعرفهم
هوجُ المعارك والسّاحاتُ والهضبُ

العاشقون لأرض الشّام مابخلوا
أرواحَهمْ بذلوا كي تُدفَعَ النُّوَبُ

الواهبون إلى الأوطان أنفسَهم
من نزفِ أحمرهم تخضوضرُ الجُدُبُ

الصّاعدون إلى العلياءِ في ألقٍ
صاروا المشاعلَ وازدانتْ بهمْ شهبُ

أهلُ البطولةِ ووالميدان يشهدهم
أهلُ الشّهادةِ لم تُرهبهمُ الرِّيَبُ

همْ أنبلُ النّاسِ عند اللهِ أكرمهم
طوبى الجنان وأمجادٌ لهم حَسَبُ

إنَّ البطولاتِ راياتٌ لنا طلعت
بالنّصر فانزاحت اللأواءُ والكُرَبُ

يا أختَ شمسٍ وأنتِ الحقُّ منبلجٌ
فجرَ الخلاصِ نراهُ اليومَ يقتربُ

سَيُسفرُ الصّبحُ سوريَّا ألا ابتهجي
من بعد صبرٍ سيأتي الفوزُ والأربُ
---------
البحر البسيط




Share To: