تميس , وقد نضت عنها الخمارا
فصار الليل من نـــورٍ نهــــارا

وهبّت من نسائمه عطـــــــــورٌ
أتت من ثغـــرها , لمّا اسـتدارا

وغادرت الكواكب ســـقف كونٍ
وغابت حين طلّتها حيـــــــارى

فلا نجــــــــمٌ يعادلها جمـــــالاً
وذاك البــــــدر خجلاناً تــوارى

ونكّســــت الورود لها رؤوســـاً
فلا عطــــــرٌ يباريها انتشــــارا

وجنّ الليل من شَـــــعرٍ ترامى
على أكتافها ســـرباً , وطـــارا

وقـــــدٍّ حاز كلّ الحسن , حتى
كأنّ الحسن منه قد اســـتعارا

ملاكٌ من جنـــــان الله أســرى
إلى أرضٍ , ليجعلنا سُــــكارى

وتهمس في دلالٍ حين تـــدنو
أنا اسمي يا حبيب الروح يارا

أتيتُ إليكَ كي تهمي قصيـداً
ومثلكَ في القصائد لا يُجارى

فويلي , كيف أكتب فيكِ شِعراً ؟
وحتى الشِّعر في عينيكِ حـارا

ولو كلّ البحار غدت قــــوافي
فليس تفيكِ يا أحلى العـذارى

وها أنـــــذا أذوب كأيّ غِــــــرٍّ
فقد أشعلتِ في فلبي جِمـــارا

إذا حاولتُ وصفَكِ يا مـــلاكي
يغار الحبر , يخجل أنْ يُثــــارا

تلعثمت الحروف على شفاهي
لساني شُلَّ , يلتمس اعتــذارا

أغيثيني , فحبــــكِ في يقيني
كأنكِ قد غدوتِ ليَ المـــــزارا

وغطّي وجهَـــكِ الفتّانَ لطفـــاً
وخلّي فوق نــديكِ الســـــتارا

جُننتُ , كأنني لم ألـــقَ أنثى
وقد لاقيتُ بركانـــــاً , ونــــارا

قُتِلتُ على يديكِ , ولست أدري
أمسلمةٌ , أمَ (ا)نْتِ من النصارى؟

تعالي , كي أكفّر عن ذنوبي
فـربّي الله , كيف الدِّين دارا




Share To: