ربما لا نلتقي
وحين تركتُ حياتي
على دربِ سفرٍ بعيدْ
تركتُ الحنينْ
تركتُ الربيع
وودَّعتُ كلَّ الحكايا التي عشتُ فيها
وودعتُ روحي
حين تناءيتِ عني
ودعتُ كلَّ الجمال الذي كان يُكتبُ عنكِ
ورحتُ أُنادي
وسافرتُ مثلَ الطيور التي أبعدوها
وهاجرتُ مثلَ الديار التي أجبروها الفرارْ
وصرتُ كأطلالِ عهدٍ قديم
أحملُ أحزانَ كلِّ البلاد
رحلتُ 
ودمعي المسافرُ خلفي
يجوبُ الشوارعَ
يفني المسافاتِ
تذكرتُ دمعةَ من عانقتني
ورعشة من ْ قبلَّتني
وحين دنا سيفُ هذا الرحيل
وقالتْ تمهل 
تمهل قليلًا
فقلت : سلامْ
ورحتُ 
ورحتُ بعيدًا
وقد مرَّ يومٌ وشهرٌ وعامْ
فهل من عناقٍ
فقد نلتقي
وقد لا يكونُ هناك لقاءْ



Share To: