اكتظ السوق على اخره،وقف المارة تحبس انفاسهم الدهشة
كان الصباح لايزال في أوله حين هرع الي أخي لاهثا
طفلة للبيع
ظننته مازحا
أجبته غاضبا
دعني أنام
سحبني حتى وقعت أرضا
قمت ويدي مرفوعة ،كدت أصفعه
أجابني مرتعشا
ثمة من يبيع أبنته
شدني من يدي
خرجت خلفه أسبقه الخطى
حافي القدمين
تسللت مندفعا
ألفينا الرجل ممسكا بطفلة في مقتبل العمر
وصوته تخنقه الدموع
أيقنت أن الرجل يبيع ابنته حقا
ونظرت نحوه
وصحت بصوت كأني ألقي بأحشائي خارج الجسد
لعنة الله عليك،تبيع ابنتك،سحقا لك
رفع بصره والدمع يطفر من عينيه،
انني لاأبيعها ياأخي
انني في حاجة لمن يكفلها في غيابي، ماتت أمها ووحدي أتجرع مرارة البعد
صمت لحظات أحسستها سنواتا تمضي من عمري
وارتفع صوت الرجل عاليا
لاغالب الا الله
ياأخي ثمة عملية جراحية في انتظاري
فمن يشتري مرضاة الله
من يشتري مني السعادة
من يكفل ابنتي في غيابي
وارتفع صوت الطفلة
من يشتري من أبي
من يشتري منا
و بدا السوق لأول مرة كأنه يقطر ألما
حدقت في قدمي،كنت لاأزال حافيا
Post A Comment: