يليق بي أن أصبح فراشة 
تمزق .
لا أتمالك نفسي ، أنا مسترخية تماما و السماء فوقي تغريني بالنجوم الامعة ، منظر يشد الأنفاس ، لكني في عالم آخر ، منتهية ، متعبة جدا  و هذا العالم يشدني من ضفائري بقوة للنوم ، أحس بأن النوم يشبه الموت ، سأنام و سأصحى فراشة مسافرة بدون جسد .
بعد ألا مقاومة, بعد أن غطت في النوم , لم أتذكر كيف كانت ألوان وسائدي و لا كيف كانت نعومة فراشي و لا حتى الأضواء الخافتة في غرفتي الصغيرة , غفوت و أحسست بالسقوط من جبل إلى مكان سحيق , إنني بالكاد اشعر , بالكاد أكاد أتنفس , سقطت , تدفقت احلامي خارجة مني كالشلال و كموج البحر , تخرج مني زبدا بعدها لا يتبقى منها شيء , ومن أضلعي خرجت لي أجنحة رباع , حاورتني وساوسي كمحاورات القيثارة  , ماذا حصل لي بالفعل , أحسست بأن جسمي يضمحل و يتلاشى , لكن روحي هي من نبتت فيها أجنحة فراشة , لقد بت أتحول لمخلوق آخر مختلف عن الذي ألفته و عشته , لا جسدي هو جسدي  و لا وجهي هو وجهي , على طرف البحيرة الهادئة و كأنها مرآة نظرت لنفسي , أنا على شكل فراشة بأجنحة ملونة بالأزرق و بألوان الطيف , من أعلى وجهي نبتت لي قرون إستشعار , باتت أرجلي رفيعة جدا , يداي أصبحا رقيقتين ....أنا أكيد فراشة أرجوانية الشكل ,  جسمي كله مضيء بلون الأبيض الشفاف , كم أشتاق إلى أن تكون جميع الفصول فصلا واحد و هو  فصل الربيع , هنا أرى فقط مساحات جميلة خضراء , أرى أجمل الزهور البرية و الورود المثناترة هنا و هناك , لا لمسحات الحقد و لا لفضاءات المتسخة بالحب التملك و بالنرجسية. 
صحت , أنا فرحة ,,,,, اه كم أنا جميلة في تحولي هذا , أنا الآن فراشة جميلة , أحب ان أطير أن أنسى نفسي و أن أنسى بأنني كنت مخلوقة من بني البشر. 
أنا لهاته اللحظة , فراشة , أكاد لا أصدق , لكنني أكيد سأصدق هذا و لو كلن حلما , أو قصة من ألف ليلة و ليلة ....
 حاولت أن أطير تعثرت , لكن رغبتي بالطيران مؤكدة جدا و جميلة , أحسست بالقوة تدفعني لذلك , فطرت , إنفردت أجنحتي و بالسرعة , رفرفت فوق كل الفصول الخضراء المزركشة بالجمال الرباني بكافة الورود 
أنا الآن فراشة , افكر بمنطق الفراشات , لي فلسفة فراشية جميلة و أنا أكيد أعشق الجمال , و الفراشة هي أكيد سفيرة النوايا الحسنة , لا أجمل و لا أرق مني , منطقي الحب , الحياة و الإنطلاق , الرفرفة , عدم الحرب , أنا سفيرة الفراشات للحرية للحب للتألق للجمال للعشق و لا للحزن و لا لشجن و لا لفصول الشتاء و لا لفصول البكاء الطويلة  , أعشق الحياة و لا مكان ليب للموت , حتى و لو مت ستنبت لي ألأجنحة و سأطير دائما. 
الطيران هو الحرية سأطير في السماء , في أفق الكتب و على المسارح الرومانية و على مسارح لندن كذلك، و على كازينوهات فرنسا و حتى على برج إيفيل , أكيد لسيدة الحرية في نيويورك , سأطير على بلقصيري و على روما , على جبال الألب و حتى الإفيريست , لن اضيع شيئا , لن أندم على شيء آت , مؤكد هذا ...
 هنا و هناك و هنالك  على أماكن الجمال , فلغة الجمال ممتن الآن هي لغتي و منطقي و فلسفتي 
يا لروعة ,  أنا فراشة
هذه هي  خطوطي العريضة في التفكير و هذه أنا .
أنا تلك الفراشة و تلك الأنثى الرقيقة و تلك المرأة الجميلة , تلك الفيلسوفة , أنا فراشة من زمن روما و من زمن أتينا , من زمن عصر الأنوار , أفكر في هذه اللحظة بعقلية الفراشة . و أنا في السماء لمحت مدينتي الصغيرة  الجميلة , لمحت نهر الدانوب الأزرق الطويل المتلوي العريض الجميل يتلألأ على ضفاف المانيا، النمسا و سلوفاكيا ,  حلقت بعيدا فرحة حتى بدت لي شلالات فيكتوريا، أدركت حينها أنني بين زيمبابوي وزامبيا و بما أنني أحب أن أرى الوجود جميلا , فقد حلقت فوق جبال قوس قزح في زانغي دانكسيا في الصين , يا لهذا الجمال , إن هاته الجبال تشبه أجنحتي ملونة بألوان قوس قزح يا لهاته الغبطة و يا لهاته الفرحة , أنا أكيد أحب أن أكون فراشة , لا أريد الرجوع لصفات البشر و بني جنس الفراشات أحسن و أجمل و أرق , تابعت رحلتي  أن تكتمل و أن تنتهي لا أريد أبدا. 
أنا أحمل في قلبي الفرحة العارمة , إلى حديقة توريس ديل باين و أدركت أنني بباتاغونيا، حدائق خلابة بهاته الأنهر الجليدية و بهاته الورود الجميلة و اقنعت نفسي بأنني سأطير مستجمة بالرحلة الجميلة إلى مدينة سينك تير الإيطالية، التي تطل على البحر الأزرق الجميل و إلى هاته الصخور الجبلية , لكم جميل منظر البيوت المتراكمة بألوان الفراشات , حقا ممتع أن تكون فراشة , أن تنظر بأعين الفراشات إلى الكون , و في هاته اللحظات كم كنت أتوق أن أرى غابات بياوفيجا بدولتي بيلاروسيا وبولندا، و حينما وصلت منظر يفوق الوصف , غابات عملاقة و حيوانات تطوف بها بحرية , أنا محظوظة جدا بهذا الجمال الرباني و بأعين الفراشات , و مجددا حلقت إلى بريطانيا و بالخصوص لمدينة بات الجميلة ذات المباني الحجرية الساحرة و تصميماتها الفريدة و كأنني في حلم جميل وسط حلم وسط حلم أخر...
واصلت طيراني و تحليقي لمنطقة هويانا بالبيروا و مررت بحضارة الأنكا في جبل ميشتوا بيشي  لازالت حضارة االأنكا قائمة و لازالت تلك المعابد قائمة , أحسست بأولائك القوم الأنكيين يقدمون لي شراب الورد و الزهور البيروانية , كأنني ألهة يقبلون أرجلي و يقيمون تراتيلهم القدسية البيروانية الجميلة  بعدها حلقت حتى وصلت لبحيرة  تيتيكاكا، ببوليفيا الجميلة المرتفعة على سطح البحر و لمناظرها الخلابة , كم هو شعور رائع جدا حقا حقا حقا  و على المحيط الأطلسي واصلت الرحلة إلى جزر  كوباكابانا في ريو دي جانيرو، البرازيل الزرقاء الناعمة , و على متن اجنحتي الفراشية واصلت لحي لابوكا في بوينس آيرس، الأرجنتين المزهو بالوان منازله , كنت مشاتقة جدا لان أرقص رقصة التانكو , مع فارس أرجنتيني , موسقى حية مثلي و إنتعاش ثانكوي مميز , رقصت ليلة باكملها و لم أتعب , فرقصة التانكو رائعة في كل مقاييسها و قواعدها
كم جيل أن أكون فراشة 
أكيد أنا أنا 
أنا فراشة , أنا أستطيع الطيران لأي مكان في العالم , هيا معي لمتنزه بانف بكندا . أشتاق إلى الإستحمام في البحيرات الساخنة , حتى و لو تبللت أجنحتي , فأكيد أن حرارة اللقاء سينشفني بنوره , أنا في هاته البحيرات و الحمامات الساخنة , شعرت بهدوء نفسي و إسترخيت و إسترخت أجنحتي , بعد عدة ساعات من ذلك , تنشفت بنور , واصلت الطيران , إلى شواطئ أستراليا الجميلة و خصوصا إلى شاطئ ويتهافن , هنا رقصت على تلك الرمال البيضاء الناعمة ,رقصات كلاسيكية على موسيقى بت هوفن و شيكوفسكي  و سبحت في بحر أسترالي تشع الشمس فيه , إحساس يليق بي و يليق بي أن أكون فراشة الحب و السعادة و الحياة , يليق بي أن أكون فراشة الضوء و الشمس و القمر 
أنا هنا أجزم بنفي بأن لا أعود لصفة البشر , دعني يا ربي كما مسخت و كما تحولت لفراشة , فراشة سفيرة النوايا الحسنة الجميلة , فراشة الحب و النور و الضوء و فراشاة الفلسفة ألا قهرية المجنونة السابحة بأنغام الحب و بللغة الحياة الجميلة
ربي لا تستيقظنني إنسانة دعني مخلوقة من صنف الفراشات , فيليق بي أن أصبح فراشة .
 



Share To: