عُد بِنا يا زَمانَنا أَطفالا
طَفحَ الكَيلُ ، فالصَّفاءُ استَحالا

عُد بِنا ، أَعلنَ المَشيبُ حُضورًا
صَالَ في الرَّأسِ  - وا لِضَعفي - وجالا

أَحسدُ الطِّفلَ ، كَيفَ يبدو خَلِيًّا
لا يُبالي ، مهما البلاءُ استطالا

في صَميمِ المَأساةِ يَضحكُ نَشوا
نًا ، ويَجلو عنِ الضِّياءِ الظِّلالا

لَيسَ يَدري ، لِمَ البُكاءُ لِكَربٍ
ويرى الهَمَّ بِدعةً ، وضلالا

إِنْ بَكى ، كانتِ الدُّموعُ كَطَلٍّ
ثُمَّ يَجلو بَرقُ المُحَيَّا العَزالى

أَو أَتَتْ غَضبَةٌ ، يَصيرُ قَطاةً
وإِذا ما مَضَتْ ، يَصيرُ غَزالا

وَحدَهُ الكَهلُ ، مَنْ يُلاقي صُروفًا
كالِحاتٍ ، ومَنْ يُلاقي الوَبالا

يُصبِحُ اليَومَ وَهْوَ سَهمٌ مُصِيبٌ
ثُمَّ يُمسي ، والقَوسُ أَحنى ، ومالا

إِيهِ باللهِ يا زَماني ، رُويدًا
بَدَّلَ الكَربُ حالَ رُوحِيَ حالا

يا زَماني ، هَلْ لِي بِقَولِكَ يَومًا  :
عُدتَ طِفلًا ، تَعالَ نَلهو ، تَعالا  ؟!!



Share To: