تَلَافَيْتُ وَصْلَ النَّوْرَسِ المُتَوَرِّدِ
وَأفْرَغْتُ في جَوْفِ التَّجاهُلِ مَوْعِدِي

وَلَوْ شِئْتُ مَا عَرَّيْتُنِي مِنْ ثِمارِهَا
وَأَلْبسْتُنِي مِنْ تُوتِهَا كُلّ بُرْجُدِ

رَمَتْنِي بِمِحْرابِ الأُنُوثَةِ زُلْفَةً
وَأَسَّتْ صَلاةَ الشَّوْكِ دَاخِلَ مَعْبَدِي

تُناقِشُنِي عَذْبَ الرُّضَابِ..مُريقَةً
رَحيقًا عَصِيَّ العَقْلِ..غِبَّ التَّمَرُّدِ

حَرصْتُ عَلَى أنْ لا تُبعْثِرَ طِينَهَا
مِياهِي..فَلَمْ أُغْرِضْ وَلَمْ أَتَزَهَّدِ

وَمَا صَابَنِي مِنْ أُكْسِجِينِ رُضَابِهَا
سِوَى شَفَةٍ عَطْشَى وَجيدٍ مُؤَكْسَدِ

أَلَا كيْفَ أَنْسَى خلْوَتِي لَيْلَةً بِهَا
تَراءَى الهَوَى فَوْقَ الهَوَى المُتَوَقِّدِ

غَدَوْتُ  أَميرًا عِنْدَهَا وَمُلَذَّذًا
بِمَا ذُقْتُ مِنْ رَشْفٍ وَرَاحِ زُمُرُّدِ

كَأنَّ علَى جثْمَانِهَا صِنْفَ ظَبْيَةٍ
تَجَلَّى مَعَ الإشْراقِ غَيْرَ مُقَلَّدِ

بَدَا الشِّبْهُ كَالرَّسْمِيِّ حَتَّى كَأَنَّمَا
أحاطَتْ خُيوطَ الشَّمْسِ بِالمُتَجَمِّدِ

لَقَدْ رُمْتُ هذَا الهَجْرَ.. يَا عَرَبِيَّةً
تُحَكِّمُ فِينَا فَاسِدِينَ بِأَفْسَدِ

فَما أَنْتِ أَكْرَمْتِ العُلومَ وَلَا العُلَى
وَلَا لَكِ بَاعٌ في دَمَقْرَطَةِ الغَدِ

وَمَا عَرَفَ المَحْرومُ فيكِ سَكِينَةً
بِأيْمانِ وَجْهِ اللَّهِ عِيسَى المُحَمَّدِ

ثَكالَى وَتَطْبيعٌ وَقَتْلَى كُرونَةٍ
وَمعْبَدُ آمُونٍ يَصُولُ وَيَعْتَدِي

كَأنَّ صُروفَ الدَّهْرِ فيكِ تَجَمَّعَتْ
مَشاهِدُ سُودٍ فَاقَمَتْ كُلّ مَشْهَدِ

أَرَاني بَريئًا مِنْكِ يَا عَرَبِيَّة
سَألْقَفُ طُوفَانَ السَّماءِ بِمُفْرَدِي





Share To: