هُنَا جَنَّةُ الْعِشْقِ وَحْيُ الْحَيَاةِ
رِبَاطُ الْمُرِيدِينَ مَرْسَى الرِّئَاتِ

شَذَى يَاسَمِينٍ لِخِلَّانِ أُنْسٍ 
مَرِيءٌ قَرَاحٌ لِبَعْثِ الْلُتَاتِ

فَذَا حَنَّبَعْلٌ كَوَابِيسُ رُومَا 
لِقَرْطَاجَ عِرْقٌ بِكَفِّ الرُّمَاةِ 

وَذَا مَسْرَحٌ هَيْكَلٍ مِنْ طِرَازٍ 
رَفَعْنَاهُ فِي مَوْكَبِ الْمُعْجِزَاتِ 

وَذِي قِبْلَةٌ طَافَ فِيهَا الْفَقِيهُ 
أَمِيرُ الْفُتُوحَاتِ اِبْنُ الْفُرَاتِ

فَمِنْ طِبِّ جَزَّارِنَا قَدْ خَبِرْنَا 
مَهَارَاتَ حِذْقٍ بِشَرْحِ الصِّفَاتِ

وَمِنْ عُمْدَةٍ كَمْ كِتَابٌ بَلِيغٌ 
لِإِبْنِ رَشِيقٍ بَيَانُ الْلُّغَاتِ

هُنَا اِبْنُ وَرَّاقُ تَأْرِيخُ دَرْبٍ 
وَمَوْسُوعَةٌ فِي ضُرُوبِ الْجِهَاتِ

كَذَا اِبْنُ خَلْدُونُ تَصْنِيفُ فِكْرٍ 
وَ بَابٌ لِتَعْرِيفِ أَصْلِ الْفِئَاتِ
 
هُوَا بِنْ غَذَاهُمْ كَزِلْزَالِ أَرْضٍ 
عَلِيٌّ عَلَى سُلْطَةٍ مُفْتَرَاةٍ 

نَعَمْ ثَوْرَةٌ ضِدَّ ظُلْمٍ تَفَشَّى
ضِيَاءٌ لِبَدْرٍ عَزِيزُ السِّمَاتِ 

هِيَ مَوْلِدٌ لِاِبْنِ عَاشُورَ فِقْهٌ
بِتَحْرِيرِ تَنْوِيرِ عِتْقِ الذَّوَاتِ 

كَمَا اِتِّحَادٌ نِدَاءَاتُ شُغْلٍ 
كَحَشَّادَ قُمْنَا لِحَدِّ الْمَمَاتِ 

وَذَا دَمُّ مِصْبَاحِ مَا جَفَّ مِنْهُ 
هَطُولٌ كَمَاءٍ لِأَجْلِ الصَّلَاةِ

وَ ذِي بَاحَةُ الْلَّحْنِ تَرْنَانُ عَزْفٌ 
لِمَالُوفِ زَيْتُونَةِ الْأُغْنِيَاتِ

هُنَا عُدَّ حَدَّادُ فَصْلٍ مُثٍيرًا 
بإِِصْلَاحِ أَحْوَالِ عَيْشِ الْفَتَاةِ

وَقَدْ عَقْلَنَ الْفَنُّ نَحْتًا لِتُرْكِي 
خُطُوطٌ مِنَ الْعُمْقِ بِالتِّقْنِيَاتِ

بِحُضْنٍ عَطُوفٍ يَضُمُّوا هِلَالِي
أَشِقَّاءَ بَدْرِي نُجُومُ الشِّتَاتِ

مَسَارٌ لِأَنْوَارِ مَجْدٍ بَسُومٍ 
سَتَرْوِيهِ أَقْمَارُ وَجْهِ الثَّبَاتِ

حَدِيثٌ بِمُرِّ الْعِتَابَاتِ فِينَا 
فَنَحْنُ الْفَقِيدُ الْذِي فِي الْرُّفَاتِ

ذَبِيحُ الْخِرَافِ الْتِي كَمَّمُوهَا
بِإِسْطَبْلِ شَعْثٍ بِلَا إِلْتِفَاتِ

نَوَاحُ الْخُضُوعَاتِ لَمَّا خَرِسْنَا 
عَنِ الْبَوْحِ جُبْنًا لِأَجْلِ الْفُتَاتِ 
 
وَ بَعْدَ الْخِيَارَاتِ كُلٌّ هَرَبْنَا 
تَرَكْنَا الْوَصَايَا لِرِيحِ الْفَلَاةِ  

وَ نَحْنُ السَّكَاكِينُ فِي نَحْرِ رَاعٍ 
لِأَنَّا قَبِلْنَا  رَصَاصَ الْجُنَاةِ

غُبَارٌ تَفَشَّى كَسُمٍّ بِأُفْقِي 
لِإِرْهَابِ يَمِّي بِوَقْتِ الْفَوَاتِ

بِنَشْرٍ لِغَوْغَاءِ جَهْلٍ نَرَاهُمْ 
عِصَابَاتُ بَطْشٍ وَبِالشَّائِعَاتِ 

بِتَقْنِينِِهِمْ قَدْ أَبَاحُوا هُبُوطًا 
لِطَمْسِ الرِّسَالَاتِ بِالظُّلُمَاتِ

خُرَافَاتُهُمْ عِنْدَ حُرٍّ غَيُورٍ 
عُبُودِيَّةٌ وَصْمَةُ الْخَائِبَاتِ 

هُمُ الْيَوْمَ تَحْتَ الْمِخَدَّاتِ سِرًّا 
لِمَزْجِ الْحُرُومَاتِ بِالشُّبُهَاتِ

بِتَدْنِيسِ أَحْيَائِنَا كَمْ نِفَاقًا 
تَفَاهَاتُ لُؤْمٍ وَ بِالطُّرُقَاتِ 
  
عَنَاوِينُهُمْ لَيْسَ مَا قَدْ أَشَاعُوا 
فَسَقْطُ الْأَكَاذِيبِ فِي الْلَافِتَاتِ

وَ لَيْسَتْ خِطَابَاتَ رُكْنٍ يَتِيمٍ 
سَيُنْسَى لِيُمْحَى وَ بِالْبَصَمَاتِ 

أَنَا مَوْسِمٌ لِلْغِرَاسَاتِ حِبْرٌ
لِتَرْسِيخِ مَاضَاعَ مِنْ مُفْرَدَاتِ 
 
مُنًاخٌ لِتَلْوِينِ لَوْحَاتِ شِعْرِي 
بِتَفْسِيرِ مَضْمُونِ بَحْرِ الرُّوَاةِ
 
وَفِي مَرْسَمٍ لِلْمَفَاهِيمِ عُرْسٌ 
لِإِنْطَاقِ صَمْتٍ بِنَعْشِ الْحَصَاةِ 

فَلَا تَعْجَبَنَّ صَهِيلًا لِصَبْرِي 
إِذَا مَا كَوَتْنَا مَنَافِ الْغُزَاةِ 

سَمَا صَاعِدُ النَّخْلِ مَنْ كُنْتُ أَدْرِي 
مَوَاقِيتَ جَمْعٍ لِتَمْرِ النُّوَاةِ 

قَصِيدٌ لِأُمِّ الْمَوَاوِيلِ أُمِّي 
فَمِنْ ثَدْيِهَا حِكْمَةُ الْأُمْنِيَاتِ

أَنَا طِفْلُ أَحْلَامِ صَدْرِي رَوَتْهَا 
سُطُورٌ مِنَ الْوَصْفِ فِي السَّنَوَاتِ

تَجَاعِيدُ نَصِّي دُرُوسٌ لِجِيلٍ 
حَكَتْ كَيْفَ مُتْنَا بِفَصْلِ السُّبَاتِ 

وَ كَيْفَ النِّضَالَاتُ بُرْدٌ شَرِيفٌ
وِسَامٌ لِتَكْرِيمِ مَنْ قَالَ آتِ

مَعَ الْفَجْرِ إِنِّي بُزُوغٌ جَدِيدٌ 
لِأَطْيَافِ خَلْقٍ رَسُولُ النَّجَاةِ 




Share To: