كنت مشتبها إلى حين، أظنني كائنا من روح وطين، لكنني إذا فرقتني الريح، أكتشف أنني كأس من حنين يذرف فوق أرض من عجين.
كالاحتمالات تبقى طنجرة أمي مفتوحة على الذاكرة، توقظ الشوق لبخار طبق طهي على دفء المحبة.
كالموسيقى تنمو حارتنا القديمة فتصير نايا، إن في ثقوبها المتجاورة حمامات جارات ومآذن كالأنوال تنسج لنا السكينة وأسواق المدينة.
أحيانا يتراءى لي أن في القلم جفاف، لكنني ما إن أرج الذاكرة، حتى تتدفق الكلمات كأراجيح العيد، إن من الشام تولد الأناشيد!
يدور رأسي على محيط الدائرة، ويبقى قلبي ملتصقا بالمركز، مع أنني لست ضليعا بالهندسة، لكنها الشام ترمي على على قلبي سهراتها المؤنسة.
أذكر كل حارات الشام أمشيها كبائع جوال صغير، وإذا سألوني: ألا تخشى أن تضيع؟!
فأبتسم للجميع دون إجابة، وأكتمها في قلبي كلؤلؤة "لا يضيع المرء بين قمح وحمام، لا يتوه العطر في سوق لا ينام، بل يصلي كجيش الحنين إذا صاح الإمام: حي على الشآم"
Post A Comment: