ليس كل الناس تتذوق الشعر  ،  وليس كل الناس تعشق معانقة الحروف  الحية التي لا تموت  ، هناك طبقة من البشر  لا تهتم  بالشعر ، ولا تعيره أي  اهتمام ، لكون أرواحها لا تتغدى على إيقاع  الأحاسيس الشاعرية للشعر . و لا تعشق جمالية الحروف وما تحدثه من إيقاعات تطرب النفوس ، بمعنى  أن  تركيبتها الفيزيولوجيا  ينقصها الإحساس  الفني الذي تحمله الكلمة الشاعرية  الطروبة التي تطرب الفؤاد وتهز الكيان والوجدان وتزرع في الروح  نشاطا وحيوية  تحوله  من كائن جامد إلى كائن ديناميكي يتفاعل مع إيقاع الموسيقي للحرف  الشاعري الشعري  ...   
الشعر  هو الحياة ، ومن لا تهزه الحروف الشاعرية  فحياته ناقصة لكونه يفقد لملكة من ملكات  الذوق  التي تعطي للحياة  رونقا متميزا وترقيها في أعلى سلالم  الجمال  الفياض بما يشفي الغليل   ... 
والشعر لا يتذوقه إلا  الراسخون  في عشق  الحرف  الملفوف بروح شاعرية الشعر  ،  ومن لا يعشق الشعر  لن يتذوق طعم  الحياة  . 
الإنسان  روح  ومادة  ، فعليه أن يتكيف مع طبيعة الوضع  ويرتوي من حلاوة  الشعر  بما يغدي أعماقه  من جمال الحروف  الشعرية الشاعرية  كي يحيا كما تحيا سائر الكائنات  بإحساس مليء بالذوق  الراقي الجميل  اللامتناهي .



Share To: