هناك رأى أو وجهة تستحق الدراسه وهو أن أكثر رسالات السماء نزلت على أنبياء كانت تسكن مجتمع لا هو مدينة صرف ولا هى صحراء أو بادية خالصة ،وهى ما تسمى :مدن القوافل، لأنها بين بين ،فهى لا تتسم بالصلابه في رفض الجديد فى الرأي والفكر فهى تجمع بين الصحراء والمدينة ولم تكتمل بعد  فى القوانين و التشريع  ..... أما المدن والدول الكبرى المكتملة التشريع الخاضعة لحكم الملوك مثل روما و أثينا وبها شريعه وقانون ينظم  كل شئ يمس حياة الدولة من تجارة وزراعة ، و علاقة أفرادها بالحقوق المتبادلة فيما بينهم ،بل وبين المملكة و الدول الأخرى . فهناك ملك يملك وحكومه مسئوله عن كل شئ  فيصبح بذلك  من الصعب أن تأتي رساله سماويه من أجل تغيير كل شئ في المجتمع من تشريع وعقائد كانت فيما  قبل صحيحة ثم حرفت على مر القرون بعوامل الزمن أو كانت  مستمدة الفكر الوضعى كحضارة اليونان  ...   ثم تأتى إليها رسالة نبى و تطالبها تعاليم السماء الجديدة بالتخلى عن كل ذلك  بما تحمله بداخلها من تشريع  شامل للوجود هنا يصبح من الصعب على مجتمع تقبل ذلك التغيير  بعد أن استحكمت القوانين الوضعيه على مر القرون..
فكانت الرسل والرسالات تبعث فى و لمدن القوافل فهي بين البداوه والحضاره فليس من الصعب أن تتقبل أفكار جديده لأن العقول في حالة مرونه فكريه وعندها إستعداد لتقبل المعجزه والوحى لم يتصلب المجتمع فهى فى رحلاتها تستمع للأسطورة والدين فلا هى ترفض بقوة ولا تقبل ذلك حتى يصل لمستوى العقيدة  .. فتكوين  العقل الذي ينتمي إلى حضاره  كالمصريه وإلاغريقيه وهذا النوع من الحضارات صعب أن يتقبل رسالة الأنبياء لأنها مكتملة التشريع والقوانين الوضعية في سلطة هرمية ...
ولذلك كانت الرسل تبعث بالرسالات لمدن القوافل لأنها  تجمع بين النظره الصوفيه الروحية التى : تجمع بين الأرض والسماء تجمع بين قبول الدين إلالهي والشريعه الأرضييه معا ... ولا أقول أن الحضارة المكتملة التشريع بأن  شعبها ليس متدين ولكن هناك صعوبة فى تقبل الرسالة فى ظل حكم ملوك وسلطة هرمية وبعد اكتمال التشريع  بعكس مدن القوافل، وهذه تظل وجهة نظر وكان الكاتب الكبير عباس محمود العقاد أن وجهة النظر فى مسألة مدن القوافل صحيحة  ...




Share To: