تعودت ان اجلس لوقت طويل قد يمتد الي الساعه في انتظار ان تخرج من غرفتها بعد أن تكون في قمة اناقتها في بادئ الأمر ونحن في بداية خطبتنا كان يصيبني الملل ، حتي اعتدتُ علي ذلك ،ولكن كأن وراء اعتيادي انني اعلم أنها حين تخرج إللي سأنبهر بطلتها الجميله التي لطالما بهرتني بها. 
شعرها الناعم الطويل الذي لا يحتاج إلى تصفيف من نعومته والمسدول حتي خصرها ويتطاير مع الهواء الذي يداعبه بلطف عطرها المميز الذي يسبقها. 
خطواتها المفعومه بالحياة والصخب كطفلة تأتي الي مهرولة فرحه بالتنزه. 
لا استطيع ان اقاوم طفولتها حتي في طريقة كلامها البريئه. 
واتعجب حين أجدها تتعامل بحزم في عملها وهدوء ورزانه. 
فقد أيقنت انها معي تكون طفلة بحق تعلم انني ادللها واحتوي شخصيتها البريئة. 
كانت حين تجلس بجانبي احيانا ترتمي برأسها علي صدري واحتضنها ونحن نتحدث، كانت تخبرني انها تستمتع حين تسمع دقات قلبي ، كانت متعتي حين تتخلل اصابعي خصلات شعرها وكأني امشطه بأصابعي كانت تخبرني دوماً انها تشعر بلمساتي تلك وكأنها عزف على أوتار قلبها. 
حتي انها في إحدي المرات لا أعلم هل تداعبني ام انها تستشف رد فعل مني، سألتني ماذا تفعل إذا قمت بقص شعري؟ 
نظرت اليها بتعجب للحظات وكأني تخيلت شكلها بالمظهر الجديد، ولكن ليس كل التخيل مثل الواقع، ترددت ان أخبرها برأي بالايجاب او الرفض او حتي بما تخيلته فيها. 
وكأنها كانت تنتظر مني اجابه محدده ولم تجدها صمتُ لحظات واخبرتها اني اعشقها في كل الأحوال، ولكن احيانا نعشق تفاصيل صغيرة تكون لها تأثير علينا. 
سألتها ولماذا في الاصل اتخاذ تلك الخطوة اوالتفكير فيها؟
قالت لا أعلم ودتُ فقط أن أعرف رأيك. 
فلم اعقب علي كلماتها. 
وهي أيضاً كأنها ارتضت ان ننهي الحديث حول هذا الأمر في تلك اللحظة. 
مر اسبوع واتاني منها اتصال طلبت مني آن اتي اليها كي اصطحبها من مركز التجميل التي اعتادت ان تذهب اليه. 
اخبرتها اني سأتي اليها في خلال نصف ساعه، وبالفعل وصلت في الوقت المحدد انتظر خروجها بعد أن اخبرتها انني في انتظارها. 
انتظرت اكثر من عشرة دقائق وانا في حيره لماذا تأخرت رغم أنها انهت ما أتت اليه. 
حتي رأيتها خرجت من المركز ولكن خرجت بشكل مختلف عن ما اعدتُ أن أراها عليه. أصابني الاندهاش بشكل كبير حتي هي كانت خطواتها تنم علي تردد كيف ستواجهني بما فعلت. 
إذا لم يكن سؤالها فالسابق عن قص شعرها مجرد حديث عابر  ، ولكن لماذا فعلت ذلك بقص شعرها  الذي يكاد ان يغطي اذنيها. 
فتحت باب السياره وجلست بجانبي وهي ترسم على وجهها ابتسامه ممزوجه بقلق من ردة فعلي. 
بادرتها بالسؤال لماذا اقدمتي على تلك الخطوة؟
ظننت ان اجابتها ستكون تقليديه ستقول نوع من التغيير. 
او مثلا أرادت ان اقلد فنانة ما اي مبرر غير الذي اجابتي به حين قالت. 
لأنني احبك
كانت إجابتها محيرة لي ما دخل حبها لي بذلك حتي حين سألتها عن معني ذلك اجابتني. 
ستعرف في وقت لاحق. 
لم يكن تأثير ما فعلته علي كبير لكن كان مسار اندهاش مما فعلته. 
مر اكثر من اسبوع ولكن لانشغالي ببعض الأعمال لم التقيها سوي مره واحده، ولكن كنا على تواصل دائم. ولكن كانت طريقتها فيها بعض من التغيير عصبية أحيانا واحيانا أخرى تميل للصمت. 
حتي ذلك اليوم الذي وجد اختها تتصل بي تريد تقابلني لكن دون علم اختها. 
وافقت أدركت انها قد يكون لديها مشكله ما و أرادت ان تحكيها لي، خصوصا وان علاقتها بي طيبه جدا. 
اتفقنا علي موعد في احدي الكافيهات وذهبتُ إليها، 
وجدها قد حضرت قبلى جلست وتحدثنا في بادئ الأمر عن أشياء عاديه حتي سألتها عن سبب لقائنا. 
هنا أدركت ان هناك امر ما لأنها نكست رأسها وحاولت ان تخفي دموع كانت تحاربها كي لا تسيل من عينيها. 
زاد اندهاشي وقلقي حتي تمالكت نفسها وبدأت تتحدث وقالت لي. 
انت تعلم كيف ان اختي تحبك وانك اهم شخص لديها، 
أجبتها وانا ايضا لا أتصور ان اكون مع انسانه غيرها.. 
قالت لي ان اختي رغم حبها الكبير لك ولكن قد اخفت عليك أمراً ما وقد تحدثت معي واخبرتني عن ما بداخلها، فهي تحمل هماً كبير وانت اعتقد انك لاحظت انها قد تكون تصرفاتها غريبه بعض الشئ الفتره الماضيه. 
هنا بدأ القلق يسيطر علي اكثر واكثر وبدأت اتذكر فعلا تصرفاتها وطريقتها التي لم اعتد عليها ولكنها دائما ما كانت تبرر لي أن هناك مشاكل في عملها تؤثر عليها بعض الشئ، ولكني لم اكلف نفسي العناء واحاول ان أتفهم الأمر. انشغالي بعملي لم يجعلني اعرف ما فيها، ثم اكملت حديثها ان اختي تخاف فعلا ان تفقدك فهي في أمس الحاجه إليك الان رغم حبها لك لكنها لا تستطيع مصارحتك بما تمر به. 
لقد اكتشفنا منذ فتره قليله انها مصابة بالسرطان ويجب أن تخضع لعلاج كيماوي. 
وكأني بصاعقة ضربتني والجمت  لساني عن الكلام احاول أن استوعب ما يقال. 
ثم اكملت وهي تبكي لقد قالت لي اختي انها لا تعلم ماذا ستكون ردة فعلك حين تعلم ذلك وحتي وان تقبلت الأمر هل ستتقبلها بعد أن ينهكها العلاج ويتساقط شعرها فقد اقدمت علي تلك الخطوه بقص شعرها كي تعتاد علي مظهرها فيما بعد. 
ظلت تتحدث وانا احيانا أشعر أني دخلت في عالم الصمت لا اري او اسمع شيئا ثم أعود مرة اخري. 
حتي صعقتني بتلك الكلمه التي جعلتني انتبه اليها أكثر، 
اختي فكرت ان تتركك وان لا تخبرك بحقيقة الأمر فهي تعيش في حيره والم مع ألم المرض. 
وانا لا استطيع ان اشاهدها تتألم من كل النواحي وان اظل صامته لهذا اخبرتك. 
ثم وقفت تهم بالانصراف وقالت لي أن الأمر الان بين يديك فكر فيما تريده ولكن يجب أن تعلم أنها اذا طلبت منك الانفصال فهذا لأنها تحبك وتخشي انك لا تستطيع أن تراها بعد أن تتغير. 
وانصرفت وقد تركتني مابين امرين هل هي تحبني لهذة الدرجه كي تتحمل كل ذلك الألم. 
ام ان ليس لديها ثقة في حبي لها واني من الممكن أن اتخلى عنها. 
كادت رأسي تنفجر ألماً من التفكير حتي تحدثت مع احد أصدقائي المقربين أخبرته بما فيا، قال لي انني يجب أن أكون علي علم بأن تلك الأمراض توابعها كثيرة جدا حتي وإن تزوجتم فقد لا تستطيع أن تنجب خوفا ان تنجب أطفال يصابوا بنفس المرض. 
كانت كلماته مقنعه ان الحياه بعد ذلك لن تكون سهله وطبيعيه ويجب قبل أن اتخذ اي قرار ان افكر جيدا حتي لا اندم في وقت لا يفيد فيه الندم. 
حاولت تلك الليله ان انام ولكن كان التفكير يحاصرني. 
وفي اليوم التالي أخبرتها اني اريد ان اتي اليها بالمنزل. 
لم تعقب علي الأمر وفي طريقي اليها حاولت أن ارتب كلماتي التي سأقولها بثبات. 
طرقت الباب حتي وجدتها هي من فتحت لي. 
ولكن حين رأتني أصابها الأندهاش وظلت صامته للحظات. 
نعم انا قد حلقت شعر رأسي كلياً فقلت لها هل تقبليني بهذا الشكل. 
تفهمت اني عرفت ما كانت تخفيه عني، دمعت عيناها ولكن لحقت ان تسيل دمعه من عينيها ومسحت على وجهها وقلت لها: لقد وعدتك من قبل أن لا تسيل دمعه منك بسببي وها انا اوفي بوعدي واني لن اتركك مهما حدث. 
.............
اكتب تلك القصه بعد مرور خمس سنوات من حدوثها، فقد اصررت ان نتزوج اولا وبعدها تبدأ العلاج وهي زوجتي حتي اكون بجانبها، وبالفعل تزوجنا وبعد ثلاث شهور من زواجنا بدأت رحلة العلاج وأنعم الله عليها بالشفاء، وها نحن رزقنا الله بطفلة توجت حبنا. 



Share To: