وطني ..
أرضي وسماي .. شمسي وهواي ..حلي وترحالي .. أمني وأماني..
كنت بالأمس أبي وجدي .. خالي وعمي .. صديقي ورفيق دربي ..كنت لي ظهراً قويا كنت بك وتداً عفيا .. في سورك أحتمي وبين اركانك مهجعي أتمنى فيك وأرتجي ، وفي كيانك يزهو كياني وينعم ..كنت تقتفي أثري وقبل خطاي طيف خطاك يسبق خطوتي .. كأم رؤوم بها نُساق و نهتدي .!!
فأين الأن مني أترى وطني أدمعي ..؟!
أترى دموعي وهي تقفز من منبع عيوني وتصب في وهادات خدودي الشاحبتين، كقفزة الشلال الجاري من عَلٍي ،فتصيب قلبي بصعقة الحرمان والألم .. ثم تتبعها شهقة الحسرة والخزلان والندم ..
ماذا أحل بك وطني ..؟!
وقد كنت ضمادة لكل من أدمت قلوبهم وجعا وضاقت صدورهم جزعا..!!
و كنت ترياقا لكل من سرى سُم الزعاف في بدنه من أفعال كل زي بشر ..!!
أهانت عليك طموحاتنا ..أعزت عليك أمالنا ولم نجد في قلبك لتحقيقها متسع ..
من للواحة الجرداء والصخرة الصماء سوى صدرك الحاني وحضنك الدافئ لنغرس فيه أزهار أحلامنا ونجني منها ثمار امالنا لتصبح جنتنا عامرة وواحتنا باهرة..!!؟
من للبراكين الثائرة والزلازل المدمرة ليحول حممها الملتهبة غصونا باسقة وحدائق مزهرة سوى احتواء ذراعيك للمنكوبين واحتضان ناظريك للتائهين.!!؟
كن كسالف عهدي بك موطني مطية لكل من رام العلا وطلب الهدي وتحدى الصعاب !!
كن عكازا لكل ضرير وعاجز.. !!
كن مفتاحا لكل عسير وحاسر .. !!
كن كالماء السلسبيل المري تروي ظمأ المتلهفين المظلومين ..
لا تجعل خيرك لغيرك واجعل العزا لإهلك ..
فكن كما كنت هبة النيل لا تنضب خيراتك ولا يجف عطاؤك ،
دائما يداك ممدودة للطالبين حبك ، والباغين ودك ..!!
فلا أقول فيك وطني إلا كما قال شوقي:
بلادي وإن جارت عليًَ عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا عليًَ كرام
فامدد يدك يا وطن وهدأ روع نبضاتي .
وكن كما أنت عظيم الشأن وكالنهر الجاري


Post A Comment: