أحبّ طالبة في علم النفس | الكاتب اليمني عبد الوهاب محمود النصاري

أحبّ طالبة في علم النفس العام،ولهذا لم أشعر بالإنطوى مُذّ أحببتها، فتاة تخلع كل همومي وأحزاني بغمزة خاطفة..!

فتاة حين تبتسم يَحُطّ قلبي 

المكدود رحاله، وينبض مع أنفاسها ويخفق على إيقاع خطواتها،وتخضر فيّ الأمال ،وتُزهر الأماني ويحل في أعماقي المقفرة ربيع ساحر.. أنثى مرحة تمدني دوماً بالتفاؤل والثقة،فتاة تشخص ما بداخلي و تقرأ صمتي، وتحاول جَاهِدٌ فهِمي حتى وأنا في قَلْبِ الصمت وبؤرة السُّكونُ.

عاشقة تجيد التنويم المغناطيسي، إذا أخبرتها أني أعاني من الآرق ،تحتويني  برائحتها المنعشة، وعطرها الفواح ،وحضنها الوثير حتى بزوغ الفجر .

صبيّة بقلب ملاك وجمال حورية، تبهج قلبي بالحب بطريقة ذكية، إذا ما تجلت أمامي أشكو من أضطراب المزاج وأنفصام في شخصية، ثم أدّعي أني مكتئب وأستسلم أمام أحاديثها التي تنقلني إلى عوالم جديدة كانت محجوبة عني. لا أخفيكم أن كلامها يلون تفكيري وطموحي ويوجه خطاي إلى المستقبل .

من يعشق فتاة سيكولوجية لا يعرف قلبه الحزن أبدًا، هي أنثى تزيل الاستعطاف الشاذ والأعراض الهسترية ، ولا تسمح في نشوء الانحرافات النفسية أن تتخلل ذاتك، فتاة تعرف كيف تحمي فكرك من أضعف والهزال والتفكّك، وتشدّ حزام روحكِ كلما أصابها الفتور، امرأة تحبّ أن تدربك على التحليل الذاتي والتأمل ولكن بدون إسراف .. تحاول دائماً أن تَكَشُّفُ في نفسك حقيقة الحوافز التي تُغرِيك وتَبعَّثك إلى النَّشاط أدوب..،وتحرص على صحتك البدنية واِكْتِسَابُك العادات الفكرية التي تحسن أداء عملك،وتحصيلك المعرفي.

أن تعشق طالبة في علم النفس فلن يُصيب طموحك إنهيار قط، أنت أمام صبية تتقن تقوية العزيمة والإرادة فيك،وتقلل من نظراتك الجدية إلى شئون حياتك المادية والروحية، تتخذ من هفوات نفسها موضوعّا لفكاهتك..! تُعلمك فن الضحك الذي هو أقرب إلى الإبتسامة الرشيقة منها إلى القهقهة الغليظة ، .تحرص على أن تطبع منك عشرات النسخ في أحشائها بكلّ الطرق الممكنة..، ثم تحتفظ بنسختك الأصلية في أعماق ينابيع روحها؛لتروي أيامك بالسعادة والبشر،وتسربلها بالأفراح..

باختصار: جرّب أن تُحب أخصائية في علم النفس ولن تعرف الاضطرابات الهضمية،كأمراض القولون والمعدة. والاضطرابات النفسية المتعلقة بالنوم والإكتئاب،وفقدان الرغبة بالعمل ،وبالحياة قط..، أنت أمام مبرمجة بارعة، تُجيد برمجة شخصيتك في جميع نواحيها ….

تلك فتاة مضادة لما يكدر نفسك ويؤلمها وأيضاً محفزة لما يُبهج نفسك ويُمتعها. تفهمك وتلتقي معك في تصورك للحياة،وخلق الأحاديث الممتعة. 

يالله كم هو مغري أن تجد في أحاديث من تحب المتعة . 

جرب أن تعشق فتاة كهذه ياصديقي وستعرف أنها صالحة لزواج أكثر من غيرها. ولا تنسئ أن تعمل بنصيحة قيمة للعم نتشة يقول فيها :

"على لمرء وهو يقدم على الزواج أن يطرح على نفسه السؤال التالي :هل تعتقد أنك ستظل تجيد محادثة ممتعة مع هذه المرأة حتى أخر العمر؟ كل ما عدا ذلك يكون عابر في الحياة الزوجية؛بينما جل وقت الحياة المشتركة سيكون الحديث"