تعرف؛ نفس المجتمع الذي يُرغبّك في الحلال، هو ذات المجتمع الذي يتنمّر عليك ويرفع لك السيف ويجعلك أحاديث إن أقمت الحلال بطريقة لا تلائمه.
نفس الشخص الذي يستثقل النطق بالكلمة الطيبة، هو ذاته الذي لا يتردد في إطلاق العبارات الجارحة وتكون في لسانه أخف من الهواء.
من يحدثك عن روعة الزواج وعن السلام الذي فيه حين يتزوج ويبني بيتًا مستقرا، هو من سيحدثك أن الزواج ليس غاية المنى وأن الحياة لا تقف عليه. حين يفقده أو ينخدع في خيارٍ سئ!
من يسرد لك تضحيته وكيف أنه عظيم لم يهدم بيتًا ما دام رافضًا لفكرة الطلاق، هو من سيحدثك أن الطلاق شرع وحل أمثل وأن الله سيغنيا من سعته حين يقع فيه!
من يتفلسف عليك بموقفه من نظرة المجتمع الظالم للمرأة المطلقة وكيف أنه مريض، وما المشكلة في أن تمر بتجربة وتفشل؟ هو من سيرفض الزواج بمطلقة ويمنع ابنه ويعيّر بقلبه آخر ترك بكرا وتزوج من مطلّقة!
من تتغنى بالوفاء بعد موت زوجها وحبها له إن لم ترُق لها فكرة الزواج بعده، هي من ستعدد عليك العظماء الذين تزوجوا من الأرامل، وتصوغ لك عشرات الحكايا التي توافق قصتها.
أحدثك عن ما يوافقني وهواي وحالي في كل مرحلة من عمري، أكتب وأقنعك بتجربتي، لتعلم أني على صواب وأنك مخطيء، وأن العيب في نظرتك القاصرة!
لاننا في الحقيقة ضحايا لمجتمع مزيف، لا نبحث عن الأسئلة، بقدر ما نبحث عن الجواب الملائم لحالة الضمير العامة، نعتني بالصورة ونترك الجوهر، نتعارك على الباب ولا نلتفت للطارق، نؤمن في العلن ونكفر بالسر، ونراعي نظر الناس إلينا أكثر من نظرتنا لأنفسنا.
وفرة في المهارات والوسائل والأدوات؛ وفقر في القيم والمضامين والغايات؛ أو كما قال -ويليام فوكنر- عندما سُئل عما يراه في الجيل الجديد من الكُتّاب فقال: هم يكتبون بطريقة جيدة لكن ليس لديهم ما يقولونه!
Post A Comment: