الجو جنائزيٌ حد السؤالِ مفقود الإجابة، غرغرينا الحزن تلُف المكان كقطعةِ قماشٍ مهترئة، آلام المخاض تقود إلى سكّرات الموت، صدى النحيب يُزلزل الأرصفة،الأحشاء تتقلص بالأطراف وتتمدد عند المنتصف والأغشية تكاد تنعدم، سيل من الجيش الهلامي يزف مجهولاّ نحو برزخ ما قبل الميلاد،الأمر ليس على ما يرام ففتحة عنق الرحم قد تم تشفيرها ولم يستطع أحدٌ حتى الآن أن يكسر الشفرة ، الجنين يلوب في ألم إنه قادم بدون حبل سُري،الأم تلعن السماء والأرض،الواقفون والمارة، وتجاعيد الفرش الذي كان السبب، الأم نَزِّفة ،تبدو بصدّغين نابضين، تستخدم طريقة البكاء بنشيج مكتوم دون أن تنبس بحرف، تشعر باللهاث ،الأرض تنزلق من تحتها، والسماء تخِّر من فوقها، كل شيء دبق ،لا البياض هو البياض ولا البناية هي البناية، تراجيديا التشرد والضياع تسيطر على الأرجاء.
صمت هنيهة، نثرة زجاج تحاول الإختراق ،على الطبيب أن يُجري العملية وعلى الأم أن تفرح ،وعلى الصغير أن يصرخ، ولكن علائم الصمت تغزو السطر ، وصلت رسالة "الاسكوتما" ولم يتضح شيءٌ بعدها، يبدو أنه حان وقت دفع الضرائب، المولود يُطالب بحقوقه المهضومة من الهجران الطويل ، لم يلتفت إليه أحد من قبل سنوات ونيف وكأنه عدم.
يتقوقعون في مرحلة الحَمل أياماً وسنيناً عِجافا ويسمونها "الآرت بلوك" ويبغون بعدها أن تكون طقوس الولادة سهلة وبسيطة ، وأن يخرج جنيناً جميلاً كاملاً ولكن هيهات فأنا حرف ، أحرف التفاصيل عن مسارها الطبيعي كرد فعلٍ لإنحرافك عني كل هذه الفترة ، ولن أخرج سطراً كاملاً بل مضغة مضغة ثم علقةً ثم مضغة مرة أخرى ثم نبدأ التفاوض هل نصير عظاماً؟ أم أجعل قياماتك تقوم وأتمرد وبعدها أتدلل كي أكسيك لحماً، ولا أظن أنك بعدها بهاجري، أما إنك لو هجرتني لو وجدتني متكبراً ، متدللاً ولرددتك متذللاً ،مضغة مهانةٌ إلى رحم الكتابة خاضعاً.






Share To: