كتب الفيلسوف إبن طفيل قصة حى بن يقظان و هى قصة إنسان ولد و ترعرع فى جزيرة منعزله حيث أرضعته ظبية و ظل ينمو الى ان بلغ مبلغ الرجال، و فى هذه القصة أراد إبن طفيل قول أن العقل الإنسانى مدرك بذاته، و يستطيع ادراك الموجودات منفردا بل حتى قد يصل الى معرفة الله دون مرشد، و هى قضية فلسفية قديمة شغلت الفلاسفة و لكن علم الانثروبولوجيا له رأى ٱخر حيث تم إكتشاف حالات لبشر تربو وسط الطبيعة و سط الحيوانات لكن هذه المرة حالات حقيقية و ليست فلسفية، و كان فيها هذا الإنسان يسلك مسلك الحيوان تماما حتى فى نوع الغذاء و السلوك و هى عكس رؤية ابن طفيل فتثبت الدراسات الخاصة بالانسان أنه كائن اجتماعى بإمتياز يكتسب كثير من افكاره بل حتى المهارات الحسية من المجتمع المحيط فنجد مثلا اللغة و اللهجة من المكتسبات المجتمعية ، إذا لا يستطيع الإنسان الإدراك منفردا حين ينفصل عن بنى البشر خاصة فى فترة التنشئه أى انه بحاجة الى المجتمع ليصنع لغته و وعيه الذى يبنى عليه أفكاره و معظم سلوكه و تظل كثير من افكاره اسيرة لهذة الافكار لكن تميز الانسان بقدرتة النقدية و هى قدرتة على الشك كطريق موصل للحقيقة التى تظل نسبية ، هذة القدرة هى ما تجعل الإنسان يشك و مثال لهذه الحالة رحلة سلمان الفارسى النقدية فى البحث عن الحقيقة و الإنتقال من دين لدين و من بلد الى بلد يدفعه ذلك البحث عن الحقيقة عبر الشك الى أن وصل الى ما يبحث ، و النقدية وهى قدرة تختلف عن قدرة اخرى تسمى فى بعض المراجع باليقينية و هى الموقف الخاص بالأنبياء بعد البعث فتتحول لديهم النقدية الى يقينية و لكن لغير الانبياء تبقى النقدية هى الأساس الذى تبنى عليه الأفكار فى محاولة لإدراك الحقائق فإما الى صواب و إما الى خطأ كالمثال السابق بما كتبه ابن طفيل الذى اثبت علم دراسة الانسان الانثروبولوجى خطأ هذة الافكار و التى تبدو وجيهة من وجهة النظر الفلسفية.


Post A Comment: