قد يتسائل القارئ كيف يغيب الرب و هو من أوجد وجود الموجود و بنى كونه بفلسفة تراكيب  
الموجود وفق قانون المنطق و منطق القانون .
فقانون المنطق يتجلى مثلا في تعاقب الليل و النهار و توتيد الجبال و بسط الأرض لتكون بذلك بعدا منطقيا و إستيتيقيا خادما للإنسان 
و أما منطق القانون فهو يتمثل بالأساس في قوة قانون الجاذبية و قوانين السير بالنسبة للكواكب .وفق قانوني المسار و الزمن ،
فلكل مساره و لكل زمنه حسب ما قد حدد له .
أما اليوم يمكننا أن نتكلم عن الرب في بعدين إثنين 
منطق العدالة المطلقة و منطق فرض قانون العدالة .
إذا ما طبقنا البعدين على واقعنا فسنعلم حتما أن الرب غائب فينا في كينونتنا في تصوراتنا و سلوكنا فيجدر بنا السؤال اليوم. 
و لئن كانت العدالة قيمة مثالية تنشد فهل نشدناها ؟ و هل أوجدنا ميكانيزمات فعلية  لتطبيق الحد الممكن منها ؟ 
سؤال لابد تكراره للإنسان الذي ينشد إنسانيته الحقيقة الكامنة في أعماق لا وعيه و فطرته السليمة التي جبل عليها ، و التي تستلزم اللحظة إعادة إحياءها 
كونها هي رقابة الرب الدائمة للأنسان وهي العدل و قانون العدل. 





Share To: