قليل من الضوء كان  ينير البيوت الترابية المحيطة   بالقبيلة من كل جانب ، قناديل من الطين المرصع بالوان  تطاير لونها وسط الالوان فأصبحت غائبة عن الحياة. 
   كانت جدتي تنظفها وتزيينها بماء العين  التي تروي عطش القبيلة ، فتعيد لها الحياة من جديد. بهاء نورها يبهر العين من بعيد وتنشر الرغبة الى الحكي و  الاستمتاع  بالنكهة في  الكلام وجمال المكان الذي يزداد بضوئه نورا و جمالا. زخرفته لها معاني وألغاز قديمة و اشباه اخرى كتيرة ، لم اكن أعرفها ، او اعيرها اهتمام. 
 لكن ضوئها كان قليلا لا يكاد الواحد منا يرى صاحبه 
الا من قريب. 
جمال الحياة كان  لا  يغيب  طويلا عن سماء  القبيلة ، 
يأتي  الشتاء تلزمنا المنازل  الترابية ، وصياح الماشية يتعالى من كل جانب ، فتقسو علينا الحياة. 
  تأخد  العواصف الرعدية  نصيبها ،  فنبني البيوت ، ونرتب امورنا كلها .   كانت الطبيعة تقوينا وتزرع بيننا روح المحبة والتعاون و الإيخاء، فتزداد  الرغبة فى العيش وسط القبيلة. 
يأتى الربيع يدخل السرور على قبوبنا ،  وتبتهج حقولنا، وترتاح النواشي فى الحقول ،  تمتلئ المجاري الصغيرة  بالمياه فينقطع صوت الذئاب  فى المغاور والسفوح الجلية المطلة على القبيلة ، لكن الضوء كان قليل. 






Share To: