كانت واسعة الأعيُن، كنتُ أظنُ أنها لا تستطيع إغلاق عيناها من شدة كِبرها، تِلك الجفون الصغيرة ترفضُ الرُكود، محبوبة بين جميع أصدقائِها، جميلة كجمال خيوط أشِعة الشمس المُتناثرة على أفرُع الأشجار، تحملُ بين طيات يديها كُتباً دائماً، شِبه مكتملة، كأنما أتَتّ لتُكمل نصفي المُتضرر، لتُمحي ألم العشرين شتاء، أخبرتني أنني سأُجن برحيلها، تباً! هل صَدْقت تِلك الملاك الطاهر؟ هل فعلاً جُنُنتُ هل ساقني شغفُ رؤيتها الى الهلاك؟ هل تَظُنين أنني لم أُقاوم من أجلك؟ لم أمشي إليكِ حينما وجب عليَّ ذلك؟! لقد ركضتُ باتجاهك حينما وجب علي المشي فقط أُقسم لكِ لقد فَعلتُ كُل ما وجب!...
أتعلمينَ سيدتي، لقد صُدمتُ، تمزقتُ و تحطمت، أتيتُك حُطام، حطمتني علاقات كثيرة لم أفُوز بها، أذكر تماماً تِلكَ المرة الأولى التي جَمعتُ بها كُلُ قواي من أجلها ورفضتني، حطمتني ألّم أقل لك أنني أتيتُكِ حطام!، ولكن ماذا يحدث إذا ما تحول هذا الحُطام الى ذرات فُتات؟ تتناثر جَمِيعُها من أجل قَتلي وأنا لا ذنب لي سوى أنني أَحببتُكِ...
لكنني ما زِلتُ أثق بِكَ يا ربي، أثق بأنني قد ألتقيها إن لمن يكُن هُنا رُبما في جنتُك الخالدة، هنالك سألتقيها سأكون أنا في أعلى الجِنان وهي بجانبي حورية جميلة...
فقط اغفر عني يا رباه، لأنني محضُ بشر وقد ارتكبت سيئات كثيرة جداً، لكنني أُحبُكَ كثيراً، وأعلم أنكَ أيضاً تُحبني لأنني عَبدُك، دائما ما ألجأ إليك يا ربي، و ما خيبت ظني أبداً، مع أنني لم أكن أستحقُ ذلك، أنا مُقصر في حقك، جمِيعُنا كذلك...


Post A Comment: