تعالوا بنا ننظر إلى المفهوم السياسي داخل الفكر الإسلامي:
الشرع والشريعة والتشريع والقانون
الشرع والشريعة والتشريع والقانون كلها مسميات لمعنى واحد وهو إيجاد إطار عام يحكم الأفراد داخل المجتمع ويرتضيه جميع الأفراد ليحكم مصالحهم ويدير شئون حياتهم ويستطيع كل فرد أن يأخذ حقه داخل المجتمع إذا ما وقع عليه ظلم من أي فرد آخر .
ويكون هذا القانون أو هذا الشرع أو التشريع بمثابة ميثاق يحكم كل أفراد المجتمع لكي يعطي كل ذي حق حقه ولكي لا يجور الناس على بعضهم البعض.
ووظيفة الدين في هذا الشأن أن يضع شرعا من المولى عز وجل ليحكم بالحق بين كل الناس داخل المجتمع. ويتميز الدين الإسلامي في هذا الإطار بأنه لا يفرق بين المسلم وغيره فالجميع سواسية أمام الشرع عند الله ولا فرق بين البشر في هذا طالما كان للمظلوم حق فإنه يناله دون النظر إلى دينه وذلك بحكم الله وبشرعه. وللأسف فإن بعض الناس يرفضون أن يتدخل الدين في حياتهم ويقولون أن ليس للدين إلا العبادة وأن لا يتدخل هذا الدين في شئون الأفراد داخل المجتمع وهذا ليس من الإسلام في شيء. .
إن الدين الإسلامي يهدف لأن يرتقي بالفرد لأن يكون فردا تقيًا. وتقوى الله أي أنه يعبد الله كأنه يراه وهنا إذا تحقق هذا الشرط في المسلم فإنه لن يظلم أي انسان لأنه يخشى الله عز وجل، وبهذا فإنه سيطبق القانون دون أن يحتاج لأي شرع أو قانون يحكمه فالدين يؤهل الفرد داخل المجتمع ليكون فردا صالحا.
ولأن الفرد داخل المجتمع لا يعيش بمفرده فإنه يستوجب أن يكون هناك شرع يحكم علاقته بغيره داخل المجتمع بما يراه الله ويرتضيه له وأن يحقق تقوى الله لنفسه ولغيره في كل أمر من أمور الحياة. ولهذا لا يمكن أن يفترق الدين عن الفرد في أي لحظة ولا يمكننا أن نتصور للحظة أن نعيش بدون الدين الذي ارتضيناه لأنفسنا لنحكم بقانون اّخر غير قانون وشرع الله.
ولكن هناك رؤية أخرى تقول إن هذا الدين قد شرع منذ سنين بعيدة وأنه لم يعد صالحًا لتطبيقه في وقتنا الحالي لأنه لا يواكب أفكار العصر.
إذن فما هو الهدف من الشرع أو القانون؟ الهدف هو أن يحفظ حقوق الناس داخل المجتمع فلو أن شخصًا سرق من شخص اّخر مالًا لا يحق له سيحكم القانون بأن يرد المال لصاحبه، وأن يعاقب السارق على فعلته. كذلك الشرع إلا أنه يزيد بالقصاص من السارق بقطع يده. والسؤال هنا، لم يطبق القصاص دون الاكتفاء بالرد؟ والإجابة هي لكي يرتدع الفاعل وغيره عن فعلته فيحد ذلك من انتشار الجرم بين الناس. إذا فلماذا نرفض أن يحكمنا الدين ؟
وأيضا ما الذي ينقص التشريع لكي نأتي بقانون اّخر ليحكمنا؟ فهل قصر الدين أو لم نجد فيه ما يحكم بيننا أو أن الدين ينقصه شيء ليحكم بين الناس؟ أم أنه لم يعط أحدًا حقه؟
أفكار مطروحة
هناك أفكار عديدة مطروحة ينشرها الإنسان كفكر اجتماعي يستطيع تطبيقه في بناء المجتمع وهذا الفكر من وجهة نظره يرى أنه عقلاني وعلمي يقبله العقل والمنطق وأيضا يعطي مساحة من الحرية لأن يستوعب كل الفئات والأديان وهذا لأنهم أرادوا أن ينحوا الدين جانبا لكي لا يكون هناك ما يشكل معوقًا لتقدم المجتمع وللهروب من القيود التي يفرضها عليهم الدين أو لأن الدين لم يستطيع استيعاب هذا التقدم العملي الإنساني المذهل في العصر الحديث.


Post A Comment: