من هنا نرى أن مشكلة الفرد ليست في الدين وإنما في فهمه وتأويله، ولذلك يرغب الناس في أن يتركوا الدين ويطبقوا قانونًا يصيغونه بأنفسهم. فالمشكلة هي في فهمنا للدين ومن يتحدث باسمه وليست في الدين فحسب.

المشكلة ليست في الدين ولكن المشكلة في فهمنا للدين ومن يتحدث باسم الدين وكيف يفهم الدين :

أنا لا أرفض الدين ولكنني أرفض الجماعات الحديثة التي شوهت الدين للأسف  فأرادوا أن يقيموا شرع الله ولكن على هوى من أنفسهم وبرؤية خاطئة فظلموا أنفسهم بغير علم ويقولون على الله ما لايعلمون ويدعون على الله كذبا  فيدمرون أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون باسم الدين وهذه هي المشكلة الحقيقية التى تواجهنا وهي عدم فهمنا الحقيقي للنص وعدم فهمنا الحقيقي لدين الله ولهذا يتوجب علينا العودة  لدين الله لنفهمه فهمًا صحيحًا ونعلم ماذا يريد الله منا وما هى التعاليم الحقيقية لدين الله وما هو المنهج الصحيح في الاسلام.

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿ 159 ﴾ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿ 160 ﴾

(الأنعام 160)

الفكر الإسلامي كما ذكرت و أوضحت مبنى على أن لا إله إلا الله  وعلى أن الإنسان المسلم يعود إلى الله ويدين له وأنه عبد الله يؤمن به ويأتمر بأمره ويحتكم إلى شرعه الذي شرعه الله له دون الرجوع إلى أهواء أو رغبات شخصية. ومن يختاره المسلمون لحكمهم يتعين عليه إقامة هذا الشرع وإقامة العدل  بين الناس بما أمر الله وبما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتي)

إذن فالناس ضمنوا قضاءً عادلًا لأنه بأمر الله  ووفق حدود الله. والسلطة التنفيذية داخل الدولة الإسلامية تابعة إلى خليفة المسلمين الذي تم اختياره من قبل المسلمين، إذا فمن الطبيعي أنها ستكون في خدمة المسلمين وليست مع أهواء أي شخص لأنهم هم في الأصل عباد الله أي يطبقون شرعه وشريعته. وبهذا فإن جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية يحكمها  حكم واحد هو حكم الله وشرع الله وبهذا نضمن الحرية والمساواة والتعبير والعدل داخل الدولة الإسلامية لأنها في جميع الأحوال تعود إلى الله في كل شيء ويحكمها شرع الله وكتابه وسنة نبيه.

“يتبع”






Share To: