هذي الحياةُ وقد عرفتَ سرابَها
لا تَبْتَئسْ لو بَدَّلتْ أنيابَها
سيَّان أن تبقى وأن تمضى سُدى
فلقد رأيتَ حضورَها وغيابَها
ولقد مُنيتَ بألفِ ألفِ هزيمةٍ
ولقد ذُبحتَ وذُقتَ ذُقتَ شرابَها
لا تكترثْ لو ذاتَ يومٍ أقْبلتْ
أو أرسلتْ-عجبًا-إليكَ سحابَها
فغدًا تعودُ لما عهدتَ من الأسى
وغدًا سترسلُ بومَها وكلابَها
هذي الحياةُ فلا يغرّكَ صفوَها
سَتَرى وإن طالَ الصفاءُ خرابَها
لا تكترثْ لو أنشَبتْ أوجاعَها
أو أقفلتْ من دونِ قلبكَ بابَها
لا تكترثْ لو غيَّرتْ أحوالَها
ولَمحتَ بين العابرينَ غرابَها
فانزعْ قناعًا غيَّرتكَ زيوفهُ
وانزعْ على كتفِ الطريقِ ثيابَها
عشْ كالغريبِ ولا تَكنْ من أهلِها
لا تبتسمْ لو حرَّكتْ أذنابَها
عشْ كالغريبِ ولا تَسلْ عن سرِّها
فلقد سَمعتَ من الجراحِ جوابَها


Post A Comment: