يُهرولُ 
وَبينَ يَديهِ كَابُوس مِن ألف سَنة
مَضغُوط فِي صَدرِهِ النّدِي بِالأزاهِيرِ،
يُهَرولُ
وَبينَ يَديهِ
كَوَاكِب ذُبِحَتْ
لِتَصبّ وَيَلَاتهَا
عَلَى الحَيَاةِ المُلَوَّنة بِالخُبثِ.

وَلأنّهُ يَهتمُ لِذَلِكَ الطّفلُ البَرِيء
يُهرولُ هَارِبًا
لِيَحتَضن يَومًا جَدِيدًا
بِفَجرٍ مَلَامحهُ أكتَمَلَتْ
بِشَمسٍ 
حَرَارتهَا حُضنُ العَاشقِينَ
وَبينَ فَكِّيهَا 
بَساتِين.
يُهرولُ لِحَياةٍ جَدِيدة
أكتَمَلَتْ فِيهَا الفَضِيلة
تَارِكًا وَرَاءَ ظَهرهِ
وُحُوشًا مَضَغَتْ الأسلَافَ
لِترمِيهُم فِي وَادٍ سَحيقٍ
تَارِكِينَ الشّيبة
وتجاعيد وِلِدَتْ بِالف تَنهِيدة!
مُعلِنَةً أرضًا بِلَا إنسانيّة
بَلَا صَوت طِفلٍ
بَلَا أغانِي جدَّاتنَا
بَلَا بَساتِين 
بَلَا حُقول ...
أهربوا 
أهربوا 
إلى حيث لَا فكّ
وَلَا نَاب
وَلَا جَلَّاد
وَلَا ذِكرَى تُحطِّمُ الأكباد
أهربوا
وتغنّوا بالفرارِ
وَبِيومٍ جَدِيد ..








Share To: