أبصرت وردة حمراء تتمايل من نسيمات، أعجبتها فهزتها ،فبدت راقصة،خفيفة كوشاح حريري،لايمسكه أحد ،لمرونته، هو نفسه نسمة، او تخيلت النسمة وجسدها خيالي المتمرد المخمور، حتى أحسها وشاحا، ولا ابقى أهذي بدون شاهد.
تأملت الوردة،واجريت حديثا مع نفسي، ولأن هذا الحديث عزيز علي ،قلت أتقاسمه مع اصدقائي :
عجبت وسررت للوردة،لجمالها،وعطرها،وحب الناس لها،فهي دليل على الحب وعلى التحضر،تحمل قيمة جمالية في: المظهر، واللون ،والجمال، والعطر. نهديها للحبيب ،والعزيز، لنقول له نحن نحبك . للورد ألوان مختلفة، وكل لون يعبر عن عاطفة معينة، فالأحمر يعبر عن الود والتواصل والحيوية،والأبيض يعبر عن صفاء السريرة والنية الصادقة والقلب الأبيض، والثقة، والأصفر يعبر عن الأمل واتساع الصدر ،وربما عن الغيرة، والأزرق عن البحر،والحنين للرجوع لبطن الأم ، والبنفسجي عن لون الملوك والحب لكن في خجل تام فالبنفسحي خجول جدا يخفي جماله ولا يتعرض كثيرا لعيون الناس إلا للبعض فقط ،فالمرأة التي تقتني الورد البنفسجي، أو تلبس لونه، تقول أنا جميلة لكني خجولة لذلك تسير دون لفت الإنتباه.
حب الوردة درجات عند الشعوب، فهناك من تعتمد كذلك على بيعه وتسويقه ،ومن تقيم المعارض الثابتة والمتنقلة ،ومن تقيم المسابقات، وتدرجت الكثير من الشعوب على حب الورد والأزهار واقتنائه يوميا والاعتناء بتصفيفه حسب بروتوكول خاص لهذا الغرض.
إن الورد رسالة لمن يعرف القراءة ويعرف لغة ورمز الورد، رسالة لحاملها ورسالة للمحمولة إليه.
أظن وربما أنا مخطئ أن حب الشعوب للورد يدل على تطور هائل في الذوق ،ورهافة في الحس،ولطافة في الشعور، وتعمقا في الثقافة وحب الطبيعة والأرض، إنه التفاؤل للشخصية السوية، التي ترغب في خير البشرية، لبهجتها لتوحدها مع الإنسانية، بدون رابطة دم ولا بلد ولا دين ولا لهجة، ما دمت إنسانا مثلي فأنت تستحق الورد بل أنت بحاجة إليه لتكبر نفسك ،وتزداد ثقتك بنفسك، ويمتد أملك ،وتسطع شمسك وتغني مقلدا الطيور ،وترفرف بأجنحة الفراش المزركشة والبديعة الألوان.
إذا أحببت الورد تحب الناس،فالناس ورود ولكن دنسهم الجسم بشهواته فتحول البعض إلى حيوان.
حافظ على الوردة التي بداخلك ،فهي حساسة وتتأثر بالروائح الأخرى، وتموت بمبيد الحشرات، وتموت كذلك بعدم الاغتسال والتنظيف لمدة طويلة، وتموت الوردة التي بداخلك إذ لم ترفع رأسها لربها وتناجيه وتشكره، فقد كساها بالجمال والقد والعطر، فموتها وحياتها ،وموتنا وحياتنا معلق بما يقرره الرحمان،وما يحضره لنا فننبت كلنا ونخرج براعم تتشوق لضياء ينتظرنا فنذوب تحته ونود البقاء والخلود .
Post A Comment: