أتجول  في أحد أحياء المدينة القديمة العتيقة، تجذبني أزقتها الضيقة القابضة علي الأسرار، ثم تختفي الأزقة متعرجة صاعدة هابطة تنتهي في باطن  البيوت القديمة لتستريح من أقدام العابرين عليها من ألاف السنين  ......والتي حملقت فيها ، وتمنيت عليها أن  تبوح لنفسى الشغوفة المتسائلة؛ بأسرار الماضي و تقص من أخبار من سكنوها  ومن ساروا في الأزقة قبلي...... ...أستنشق رائحة حبات البن المطحون الذي أدمنته من رائحته قبل أن أتناوله كمشروب....ثم أجتر وأتوغل في الماضي أكثر ........هل النواس عانق الخيام حقيقة في (هذه ليلتي) أحب وأجمل أغنية طربت لها في حياتي ؟ ..... أم هي أم كلثوم تشدوا بها. أم هو؛ صوت الشاعر: جورج جرداق وهو يلقي بأبيات القصيدة علي متذوقي الشعر؟ 
لم أستطع التفرقة بين الواقع والخيال.......  .. أسراب طيور أثناء عبورها تداعب السحب المسافرة.  هل  تريد أن تخبرنا بأنباء ما رأت خلال رحلتها ومن أخبار البلاد التى مرت عليها؟ ...... هل تريد أن تحذرنا ،  أو تتلصص  لتعرف من أخبارنا  ؛ لتخبر عنا ونكون  احاديث لغيرنا  ....ثم تسللت أحداث وشخصيات كثيرة من الأسلاف في حياتي أو أنا من تسللت في حياتهم حتي توحدت معهم  ، ولم أعد أفرق بيني وبينهم من الذى تسلل فى حياة الآخر ولم التفريق بين الحاضر والماضي؟ ثم كان كوب من قهوة فارغ في يدي وطالبني النادل بثمن ثلاثة  لم أتذكر أنني تناولتهم ،ثم حاولت أن أتذكر متي جلست علي المقهي..






Share To: