...شردت لبرهة داخل أروقة ماتفعله بصباحاتك..! وتذكرت أنك تهوى فنجان الشاى الأخضر بالنعناع يتعامد مع فيروزة قلبك كل صباح..

حاولت أن أبعث لك به.. لكن الفنجان انسكب على ورقة أحلامي وامتلأت محبرتي منه وتعجبت..!

ماهذاالذى يعلو قاع الفنجان..! أوراق الشاى الأخضر كتبت ألحان..!

يالروعة صباحك!!

وقف علي الطرف الآخر مني ليسألني..
ليلى...
كم وقت مر على أوراق الشاى الأخضر  في الفنجان..!

أتذكر ياليلى أياما كنا نتأبط غيمة شهوتنا في حقول الأحلام ؛ وبراعم ليلة عشقنا رغم براءتها  كانت لتحارب أنواء صبانا فتصير كما نوار فى قلب الأحزان..!

عيدان الشاى الأخضر ياليلى باتت كما ناي مثقوبة تعزف فى رياح العمر.. تمشط شعراته.. حتى أسكرت الأزمان..!

أتذكر ياظلَّ العمر تلك الليلة وكأنها تحدث بالفعل على مرمى البصر الآن..!

وزراعى الممتد على خاصرة الشوق شال ليلملم منه الأحزان..!

أنفاسنا تحرق ناظرتي وناظرتك..!

والليل سكون لا متناهى في الأحداق

عرق الجيد الوثني يلثم صدر التفاح

ووسادة عشقنا غيمة زرقاء

تحجب مطرا كان ليبلل شعراتك

وانت ممسكة بخاصرتي منتشية ترجين الدفء من الرعشات...

الشوق سياط تلهب ظهر العشق والغيمات تنتشى منا فتهطل قبلات..!

تمتلئ سنابل قمحنا قبل أوان..!

وندى اللحظات يبلل عمق الروح العطشى

ظل عناقنا كان شبقا للأزمان..! 

والشمس عروسا منتشية  كل صباح على شط النهر تغتسل وتلقي ببقايا العشق النارى على الطرقات..!

والآن... الآن ياليلى

ماطر صيف الأحزان و مرافئه باتت ذكرى بالأذهان

وشتاءه ازرق.. لون الموج  العسلي صار رمادى... باهت كما لون الألحان..!

والدمعة تسقط حيرى..! ترقد أين..! على خد الذكرى أم علي صدر الأيام..!

المرسى تآكل.. والروح مد وجزر.. وقميص العشق جديلة مهترئة..! 

أزارر الوجع عانقت الرمان..!

والبحر بكائية .. مرثية ...فاضت منهاالشطآن

عدت ياليلى.. نعم عدت

نضجت أوراق الشاى الأخضر نوارها يُسكر وثمارها صارت الحان...

لكن زراعى.... بات ليؤلمنى ..صار مرخي لأكثر ...اعتصرته الأحزان

فارسك.. أصبح أحدب ياليلى ...

غيماتنا..... ما عادت حبلى

والآن..  الآن... يأ كل العمر ...أبحث عنك وعني...

 فلا اجد إلا أوراقا ذابلة باتت لتلثم ذكرانا بالفنجان .!

الآن.. الآن.. فقط ياليلي صار مجنونك يدرك  ما معنى

 أن تسقط أوراق الشاي الأخضر ...في حبر النسيان..!







Share To: