تعودت معكم أعزائي أن أحضر لكم قصص واقعية من الحياة فيها الدروس والعبر وقصتنا اليوم هى "هانم وبناتها" تعالوا معا نرى ما هى الحكاية.
صحيت من نومي على صوت عالي في أسفل العمارة صوت أطفال تصرخ وامرأة تستغيث بأحد الرجال.
وبعد قليل عرفت ماذا حدث إنها بوابة العمارة تستنجد بأحد لكي ينقذها من شاب تهجم عليها تقول إنه زوج إبنتها.
إستدعيتها لإسمعها يمكن أستطيع مساعدتها، خاصة إنها جديدة في العمل في العمارة ولا أعرفها من قبل.
قلت لها من أنتِ وما حكايتك؟؟
قالت أنا هانم وحكايتي كلها هم وضحكت وقالت "إسم مش على مسمى"إسمي هانم لكن عمري ما كنت هانم.
أنا من الفلاحين واتجوزت صغيرة جوزي كان عنده دكان بقالة، اتجوزت وخلفت وجبت (5) بنات.
كان يريد أن يكون له ولد؛ طلقني وتزوج من أخرى ولم يكن لي أحد يتولى رعايتي أنا وبناتي، تركت البلد.
وسافرت إلى الإسكندرية عند عمي وقلت له يبحث لي عن عمل لأربى بناتي.
وجد لي عمل في مصنع للملابس وبالفعل بدأت العمل وكنت مجتهدة في عملي وأصبحت مشرفة على البنات.
ابنتي الكبرى عمرها16سنة سعيت لكي أقنع صاحب المصنع ليوافق على تعيينها معي، وفعلا وافق فهو يعرف ظروفي.
وفي المصنع تعرفت إبنتي على شاب عمره25 عاما يعمل معنا، وطلب مني أن يتزوجها، فرحت كثيرا.
حتى يخف الحمل والمسؤولية من على أكتافي لكن كان فيه مشكلة في زواجها إن سنها لايسمح بالزواج واقترح عليا العريس أن يتزوجها عرفي.
وافقت وقلت تتزوج وبعد ذلك عندما تكمل السن القانوني يتزوجها رسميا.
وبالفعل تزوجت وبالرغم من المعاملة السيئة التي كان يعاملها بها أهل زوجها إلا إنني كنت دائما أقول لها أصبري وبكرة الأمور تتحسن.
وفي الحقيقة كان قلبي يتألم من أجلها لكن ليس بيدي شيء أنا وافقت على زواجها؛ حتى أستطيع رعاية أخواتها الصغار.
حملت ابنتي ووضعت ولد وكنت فرحانة وسعيدة به جدا، لكن كثرت المشاكل بينها وبين أهل زوجها.
إلى أن سمعت ابنتي أن زوجها يتفق مع أهله أن يأخذ إبنه ويمزق العقد العرفي.
خافت ابنتي وتركت المنزل وجاءت عندي وهى تبكي ومنهارة لم أجد أحد استغيث به أخذتها هى وأخواتها وذهبت لرجل طيب يعرف ظروفي ليجد لي عمل.
بعيدا عن زوج ابنتي، قال لي ما رأيك أن تتولي العمل في عمارة وتسكني أنتِ وبناتك فيها وافقت خاصة لوجود سكن أعيش فيه أنا وبناتي.
لكن زوج ابنتي ظل يطاردنا إلى أن عرف مكاننا، وجاء ليأخذ إبنه الرضيع بالقوة فاستغثت برجال الشارع.
وأخذوه ليتكلموا معه وهو مُصر على أن يأخذ إبنه فقالوا له لاتحضر إلى هنا إلا ومعك المأذون لتتزوجها رسميا.
وافق وقال سأتي غدا وأحضر المأذون معى وذهب ولا أعرف ماذا سيفعل هل حقا سيتزوجها رسميا أم أن أهله سيرفضوا واهرب لمكان آخر.
هل سيفي بوعده حقا ويتزوجها رسميا ويحفظ لها كرامتها وسط أهله ويربي إبنه ويعيش حياة مستقرة؟؟؟؟؟
أم ستعيش إبنة هانم نفس مصير أمها وتربي أبنها
بعيدا عن ابوه؟؟؟تساؤلات كثيرة تطرح نفسها
في النهاية حكاية هانم هى حكاية من آلاف الحكايات لنساء تتحمل كثيير من الألم نتيجة تخلي الرجال عن رجولتهم والإنسياق وراء رغباتهم.
تاركين خلفهم أبناء لاذنب لهم سوى إنهم أبناء لأباء لايعرفون معنى الأبوة والمسؤولية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
Post A Comment: