إذا اللَّيلُ عَسْعَسَ والظُّلمُ لاحَ      
فلا  تَيـأَسَنَّ  وَ لَا  تفـتُرِ

فَإِنَّ الصَّبَاحَ الضَّحُوكَ الْجَميلَ     
تَنَفَّـسَ في ضَـوئِهِ الْمُقْمِرِ

وَبَشَّرَ عِيسَى  بمــيلادِ  نُــورٍ      
تَمَـدَّدَ  في كَـوْنِهِ  الْمُـقْفِرِ

وَأَرْسَلْتَ نُورَكَ في كـُـــــلِّ دَارٍ    
تَسَامَى مَعَ طَـيفِكَ الْأَنْوَرِ

وَأَضْحَى  الظـَّـلامُ   لهُ  رِجْفَةٌ     
 يُلـَـمْلِمُ في ثـَـوْبِهِ المُدْبرِ

يَتِيـــمًا وَفِي الْيـُــــتْمِ أَيـْـــقُونَة ٌ    
تُعـَانِقُ فِي طِفْـلِهَا الأَحْوَرِ

وَنَادَى  الْإِلهُ  فَلَـبَّى  النـِّــدَا       
وَأَمَّا  الْيَتـيمَ  فَلَا  تَقـْـهَرِ

وِفِي الْغَارِ تَصْبُو إِلَيكَ الْجِبَـالُ    
وَتَسْـبَحُ فِي عُرْسِهَا الْمُـبْهِرِ

دَعَوتَ  لربٍّ  عَفُــوٍ  غـفورٍ      
تَبِيـعُ الْحيَاةَ لِكِي تَشـْـتَرِي

سَلَكْتَ دُرُوبَ الْحَياةِ الصِّعَابَ    
وَأَبــْدَعْتَ فِي دربِها الأشْجَرِ

بِصِدْقِ الصَّدُوقِ وقَلْبِ الرَّحِيمِ     
وَعَقـْـلِ الْحَكِيمِ وَلَـمْ تـَـنْهَرِ

وَأُسْرِيتَ  لَيلاً  إِلى  غَـايةٍ         
وَتَرْقَى رُقـِـيَّا بِلا مَظْـهَرِ

صَـنعْتَ  الرِّجـالَ  بِلَا  آلَـةٍ       
 وَأَبْدَعْـتَ وُدَّكَ فِي خَيْـبرِ

إِذَا قُلْتَ أَصْغَتْ  إِليْكَ  الْجِبَـالُ      
وَعَلَّمْتَ كَيفَ الْعَـطَاءُ الثَّرِي

هَزَمْتَ  الضَّـلَالَةَ  فِي  بَيْتِها        
وَأَعْلَـيتَ  حَقًّا  بِلا  خَنـْجَرِ

وَكُفَارُ  مَـكَّةَ   كَمْ   قَاتـَـلُوكَ        
لِكَـي يُخْرِجُوكَ ولمْ تَضجرِ

وَكَيْدٌ  وَ مَكْرٌ   مَعَ    مُبْصرٍ     
 وَإِيَّـاكَ  إِيَّـاكَ  مِنْ   مُبْصرِ

وَكَمْ  أَجْمَعُوا  أَمْرَهُمْ  بَيْنَهُمْ        
لِكَي  يُخـْرِجُوكَ  وَ لَمْ تَهْجُرِ

وَفِي بَدْرَ أَظْـهرْتَ حَقَّ الْعِبَادِ      
و أعلنت  مجدًا  و لمْ  تفخرِ

وَأَمْـرُكَ  شُورَى إِذَا  ما بَدَتْ      
أُمُورُ  الْخَـلائِقِ  في المحورِ

فَشَاوَرْتَ صَحْبًا وَأَعْلَيتَ حقًا      
وَتِلْكَ  خِصَالُ  الْفَتى  الْأمهرِ

عَفَوتَ فَكُنتَ الْكَــرِيمَ  الَأبِيَّ       
وَ فِي  فَتـْـحِ  مَكَّـةَ  لَمْ  تَثـْأَرِ

وَحَنَّتْ إِليكَ جُذُوعُ النَّخـِـيلِ        
وَشَـاةُ  أُمِّ  مِعْبـدِ  لَمْ  تَفْــقُرِ

إِذَا مَا وَقَـفْتُ  بِبـابِكَ  يَوْمًا        
وَأَدْعُوكَ فِي الْحَـوضِ وَالْكَوثَرِ

أَجِيءُ  إِليْـكَ  وَ بِي  لـَـهْفَةٌ       
فَهَلْ  تَرْتَـوِي  ظَـمْأَةُ  الــزُّوَّرِ

وَكَالطِّـفْلِ أَمْرَحُ بينَ الرِّياضِ     
وَأَسـعَى  مِنَ  الْبَيـتِ  للْمَنْبرِ

أَرَى الْقَلبَ يَحْبُو عَلَى رُكْبتَيهِ     
وَيَسْبـحُ  فِي  حُلـْـمِهِ  الْنيِّرِ

وَعَيْنِي تُعَانِقُ فِي رَوْضَــةٍ       
 وَأَنْفِي  يُغَـازِلُ  فِي الْعـنْبَرِ

فَكُنْ لِي شفيعًا إِذَا مَا بَـدَتْ       
ذُنُوبِي  جِبـالًا  عَلَى مُعْسرِ






Share To: