من أكثر الظواهر التي تحتل قلوب البشر ظاهرة الكبت، لا أقصد الكبت الجنسي ولكن هناك معان متعددة للكبت ولعل أشهرها مايقتل في داخلك ويلتهم في أمعائك لاتستطيع مقاومته.. إما للهروب من الواقع واللجوء لبعض الغزل، أو السير في بحار السلبيات وترك السلبيات تتراكم لتعطي معني "إن البشر مجرد مجموعة من القش" لا تحاول الانخراط معهم لو لحظة لأنك ستلاقي عدم إنسجام واضح بينك وبين تلك النفوس التي تحتل الضحكة قلوبهم وبين أولئك التي تعتلي الضحكة الجدران من أجل أن تبعث له الإبتسامة الخفيفة التي تضفي علي قلبه طابع الحنان والمودة، 
تغضب لا تجد مفر عند توبيخك من مديرك إلا ورد كلماته "أنت مجرد كيان أحمق سحقا لك" ما هذا الذي تتفوه به.. أنت محول للشؤون القانونية للتحقيق!
-يوبخك مدرسك "أنت غبي لايمكنك أن تكون شئ في المستقبل" فترد عليه "ومن أنت ياهذا لتحكم علي" وأهمس بصوت خفيف وهل تحسب أنني سأكون ما يجول في فكرك المريض!
 -شخص وبخك وأنت تسير في عجل ترجع له لتخبطه بوكس من ضربات محمد علي كلاي.. فتجد نفسك في اليوم التالي في المستشفي لا تدري ماذا حل بك؟! وجهك مهشم.. وضلوعك ممزقة..هناك رجفة تنتابك كيف هو السبيل إذن للتعبير عن نفسي؟
-يناديني الشرطي وأنا أسير في حالة من الخجل والجنون من كثر التفكير الذي يقتلني فيسئلني "بطاقتك يا بني" 
ماهذا؟ لما أنا أنظر لمن حولك! أنت هتطول لسانك علي البوكس خدوه.. تأتي تتصارع مع نفسك لا تجد سبيل إلا بالبوح بصوت عالي عن ما يوجعك ويوارقك مع نفسك فتجد هناك صيحات "أنظر إنه يحدث نفسه، يبدو أنا به جنه أو ما شابه ربما الجنون يتمكن منه وهو لا يدري! " 
يتحدث د.أحمد خالد توفيق بعبارة
"هذا عالم قاس..عالم لم يخلق له الحساسون ذوو الجهاز العصبي الهش..إنهم يحترقون مثل المنصهر الذي كان في بيتنا،كلما كان السلك رقيقا رفيعا ذاب بسرعة مع تغيرات التيار.لابد من سلك سميك نوعا،لكن السلك السميك يهدد البيت كله بالاحتراق"
لا تسمح لشعور الوحدة والعيش في فقاعات وحيداً ظنا منك أنك بهذه الطريقة لن تخسر هيبتك أمام نفسك! عندما تجد رد غير مساوي لمدي رضي نفسك عنه.. إما أن تنهر الشخص الذي أمامك أو تمتص دمائه ولاتبق حتي علي قطرات دماء في جسده اللعين! 
-ماهو السبيل إذن للتعامل مع ذلك القاتل الصامت؟ 
.. عليك أن تقرر أنك تريد قلب حياتك رأس علي عقب بدون الغوص في أحلام اليقظة..قد تمنحك شعور الفرح ولكنه شعور للحظات!
.. قاوم نفسك،وتعطف وحاول النزول من عرش كبريائك والتعامل مع الآخرين..أعلم أنهم مجرد جرادات مزعجة تصدر صدي صوت يزعج حواسك المرهفة،ولكن الإنسان كما يعلم الجميع لا يستطيع العيش منفرد في عالم كبير كهذا.. لابد له من التحدث ومجارات الآخرين.. والقضاء علي ذلك الوهم،لابد من وجود قرار قاطع بأخذ المبادرة والخروج وفتح باب غرفتك وفتح قلبك لاستقابل حبيب أخر غير الذي كنت تحسبه مستقبلك وأنك بدونه لا شئ!
إياك أن تضع الأشياء والأشخاص فوق نفسك وكرامتك،شخص قرر يتركك ممزق في نصف الطريق دعه وشأنه..اللي بعده!
الحياة مستمرة لا تتوقف علي أحد وقد يكون ذلك أحد مميزاتها،أن لا تتعلق كثيراً.. أو كما نقول "اللي بعده"
 عبر عن ما يجول في ذهنك ببراءة ولا تسمح للغضب أثناء تحدثك أن يتمكن منك!
أرجوك لاتقتل نفسك وأنت لازلت علي قيد الحياة لا تفكر كثيراً إلا بمنهج وفقاً لطرق معينة للوصول لهدفك.. لكن يجب عليك الاستمتاع بنجاحاتك وليس خوض سباق فئران ينتهي باستهلاكك جسديا وروحيا لك الأختيار أنت سيد نفسك وهي مجرد خادم عندك، سفينة وأنت القبطان فا إلي أين تريد لسفينتك.. أن تلقي المرساة لاكتشاف الذات في جزيرة الأحلام.







Share To: