... .جمعت حقيبة أحلامي في تناغمها المنسجم وقررت السفر بالذات ، سأعبر الدرج مسرعا ، أتوق هوسا لمعانقة أحلامي، أختبر صورها لأتبين الأوثق فيها ، هي تريد البوح، تسعى نحو الانكشاف؛ الأحلام كما الكلمات ترفض أن تظل صامتة دوما، الكتابة صرخة الذات، آلية للمكاشفة واستقراء هواجس الذات الخفية ، حقل سرمدي تنجلي عليه أحلام الكاتب ، أحلام تنتظر الاكتمال على صهوة نص بديع، فنبدأ بالكتابة .. الكتابة صورة العقل الجمالية التي يتمظهر عليها فكرنا، إنها عقال الفكرة وجسدها مثلها مثل الروح حين تستوطن الجسد لتتماهى معه وتستقر في فناءه؛ نحن نفكر دون الحاجة للكتابة كجسد للفكرة مثلما نحلم دون السعي وراء الصورة الحقيقية لأحلامنا، كمادة، كصورة لكن نريدها أن تتحقق كنص.
الأحلام كأوراق الكاتب تموج في ظل اللاشعور لتنكشف كمخطوط، كنص حامل لصرخة صاحبه؛ النص أداة حاملة للفكرة والفكرة ليست إلا حلم تحقق بواسطة اللغة إنها جسر عبور الذاكرة ليصبح تحقق الفكرة ممكنا.
الكتابة آلية سفر الذات متمنطقة بصور الماضي التي تخبو مستقرة وصامتة بين ردهات الذاكرة، تتراجع أحيانا للخلف ليعم الهدوء خلف الجدار الزجاجي للفكرة بعدها ، تتدفق المعاني أثناء الكتابة مخلفة نصا مدلى القطاف مثمر المعاني تتصارع فيه الشخوص وتأبى النسيان .
للكتابة صوت موسيقى خافت تحول صمت الذات وهدوءها لضجيج من الكلمات، إنها نغم موسيقي صامت يتطلب الإنصات إليه نوع من الجرأة الوجودية لفهم ذاتنا وتأويل هواجس الحلم؛ فنشرع في الكتابة.
ونسافر بالذات على متن النص لنخلق شخوصا بعضها يرتدي قناعا والآخر على طبيعته، تتحرك عبثا على مسرح العرائس كما تتمظهر صورتها لنا في الذاكرة، ننفذ بها من وراء خيالاتنا وهواجسنا المخيفة نحو التحقق والواقعية بكل فرادة وإتقان....
Post A Comment: