كحُبِ زعيمٍ عربيٍ للسلطة أحببتُكِ وكما يُغرم الوزير بكرسي الدولة اُغرمتُ بكِ وكما يذوب السُكر في الماءِ ذُبتُ بكِ ،  خِفتِ عليكِ من كل شيء إلا من دقات فؤادي ورقصات الأوردة ، أحببتُكِ وفي حدقاتي خبأتُكِ وبِعشقي من أشعة الشمس الحارة ظَللتُكِ وبخوفي ومن الهواء ومن الصقيع ومن كل نسمة باردة دفأتُكِ  ؛ زُرتُ كل الجمال وقطفتُ كل جميل وأتيتُ به نحوك ِ، عشقتُ كلّ النساء من عشقي لكِ وأحببتُ الوجود والسبب حُبي لك ِ، قدستُ ضوء القمر ، قمر الليل ذاك من يسرق نوره من وجهكِ ، عَديت كل نجوم فمكِ ، كتبتُ القصائد والخواطر لأجلكِ وحرثتُ اللغة من أجلكِ ؛ رأيتُكِ ليلاي ورأيتُني قيسُكِ ويا كم تمنيتُ ألفُ قلبي حول خصركِ بل وأسكرُ من رذاذُكِ ومن ريقُكِ ، غلفت مشاعري بالزنابق ووضعتهم في غُرفة نومكِ ؛ أحببتُكِ لدرجة أنني دعوت الله أن يأخذ من عُمري إلى عُمركِ .

نعم أحببتُكِ ، علقتُ صوركِ على جدران منزلي ، وضعتكِ نجمة في السماء،  في سماء روحي ، طرزتُ ملابسي بخيوط اسمكِ ، ومن طيفكِ حِكتُ ربطة حول عُنقي ؛ تتدلى إلى صدري ، صنعتُ من أنفاسكِ عطورات عِدة ؛ رشيتها على ثيابي ؛ ومليون رائحة جميلة ألطفُ بها هوائي وكنتُ أشتم رائحتكِ ، أحببتُك وهذا قدري ، ذُبتُ بِكلِ تفاصيلكِ ، رتبتُ خصلات شعركِ وغفوتُ على صدركِ واحتضنتُ نهدكِ وقطفتُ الجمال من وجناتك ِ، عشقتكِ، دللتكِ ، أمطرتكِ بالحُبِ وغمرتكِ وبالحنان أكرمتك ِ، أحببتُكِ ومن حُبي لكِ أحببتُ الوجود والكوكب البائس والسبب كان سببكِ، وهبتكِ سعادتي وانتزعت لكِ فؤادي من تحت ساعدي وفي قفصٍ ذهبيٍ أدخلتكِ وعزلتكِ خوفاً من كل عين حاسدة وخوف عليكِ منكِ ومن ظِلك ِ، كل شيء،  كل شيء وهبتكِ  وفي النهاية نرجسية رأيتكِ ، ورأيتكِ  سودواية من شعر رأسكِ حتى موضع قدمكِ وهأنذا كلما تذكرتُ كل شيء أجلدني وبالأسواط أعذبني كي أتطهر من الخطيئة وأُكفِر عن فِعلتي الغبية التي اقترفتُها ووهبتُها لكِ وأتيتُ بها نحوكِ  .

آهٍ كم كنتَ مليء بالسخافةِ والغباءِ يا أنا ؛ لم تكن تعلم بالنهاياتِ ولو كنتَ تعلم أجزم أنك كنتَ ستبصق في وجه البدايات السخيفة وستدفن كل لحظة مليئة بالغباء أو ربما ستشنق جميع الساعات التي قضيتها جوار اُنثى خُلقت من نار لا من طين ، تلك التي اقتادت قلبكَ نحو المحرقة ، من جعلتكَ تسرف بمشاعرك ، أحببتَ وعشقتَ ودفعتَ ثمن حُبكَ ضياع ووحدة وشتات ، ها أنت تلقيتَ درساً عظيماً صنع منكَ إنساناً واعياً ،أصبحت تفكر جيداً وتحلل أي شخصية من خلال النظرات ، أحببتَ وحين تلقيتَ القُنبلة النرجسية السوداوية كرهت من زوايا قلبك ، وحياتِ من خلقكِ ومن أوجدكِ ومن شكلكِ أنني أحببتُكِ وأحبتتُكِ وأحببتُكِ وهُنا الحقيقة والحقيقة قد كرهتكِ وكرهتُ الأربعين شبيهاتُكِ ومن قلبي نزعتُكِ ونسيتُكِ وأتمنى شتاتُكِ وموتُكِ وحين تموتينَ سأغني وسأرقصُ وسأكتبُ بالخطِ العريض نرجسية فوق قَبرُكِ  .









Share To: