عجباً لأوُلئكَ الذّينَ يُسرفْونَ في الحَديثِ عن الحُب!..

فإِنّ الحُب الذّي يَزعمونهُ؛  ماهو إِلا رداءٌ حاكوه  بأيديهم ثم طَرزوهُ بِحُلي الألوان الصارخةَ و الخاطفةِ للقلوبَ الضَعيفةَ عداَ اللونَ الأبيض لونَ  السلاّم الداخلي ، وطمأنينة الروح

لمّ يگُن للحُب الأبيض رواجاً في  تصاميمهم، قد أرتدو أثوابهم تلك وصاروا يتَبخترونَ كَجموعِ طواويس أُغتِرت بجمالها، ولكن ما لا يعلمونهُ ،أن..



"الحُب الأبيض هو:  عندما يتألم قلب أم رؤوم على وليدها السقيم فتسهر عليه الليالي الطِوال حتى يستَفيقَ من عيّاهُ وتبردُ حمى جسمه..وما إن ينطق أماهُ تخر ساجدةً باكيةً حباً وشكرا ..



"الحُب الأبيض هو: رجُل خدشتهُ الدنيا بمخالبِها الحادةَ ورمت به في وحلها الطحل ولكنهُ ظل يُعافر، من  أجل أبناءهُ صارعته مراراً وتكراراً والحقت به الهزائمُ أيام وليالي ولكن من شدة حبه لأبناءه تحمل الآلام ولم يبالي لا لانحناء ظهره ولا لتجعد ملامحه التي شاخت قبل آوانها ..



" الحب الأبيض هو: إمرأة خافت نشوزا فسدت ثقوب نوافذها وأغلقت أبوابها فصانت عرضها وأحتضنت صغارها ريثما يعود غائبها الذي سرقته الأسفار بعيدا تاركا زوجته تقاسي مرارة الأيام كي يعود بدراهم معدودات، ودنانير لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولا تعوض خوف الفراغ الداخلي في جوفها ..



"الحب الأبيض هو: علاقة بين الله وعبد مؤمن طهور حينما يوقظه حب الله ليلا والناس نيام  ذلك العبد المؤمن قد حظى بجرعة حب أبيض تسمى الصلاة في منتصف الليل بين ركن من أركان غرفته الهادئة الذي أعتاد الخلوة فيها وهو يرتل كلمات حبيبه الله فيمتلأ القلب حبا  ثم شوقا ثم لقاءا به...



هكذا يكون الإطار الحقيقي للحب الأبيض ..أما عن بقية الألوان ما هي إلا ترانيم  رتلوها أبطال الروايات وزينونها بكاميرات الإعلام فقد أعطوا لهذا الطراز من الحب نصيب الأسد من أحاديثهم المغرية للمضغة التي بين أضلعهم الخاوية من الحب الأبيض..







Share To: