من المفكرين الذين كان لهم دورا كبيرا في تكويني؛المفكر الكبير الشيخ محمد الغزالي. نعم المفكر لا أعرف لماذا كلما قرأت له كتابا أقتنع أكثر أنه مفكر تنويري موسوعي وليس شيخا تقليديا جامدا على معرفته الدينية والتى لا تتعدى عند الكثير من رجال الدين  الفقه والحديث ... و لا أعرف أيضا لماذا أجعل ترتيبه الفكري بعد العقاد الذى يأتي قبله الإمام محمد عبده . أصبح الغزالى ثالث ثلاثة عمالقة الفكر الإسلامى الوسطي...وهو الذي يحرص على ارتداء ذي رجال ليضيف كل منهما للآخر....  ولكنه من وجهة نظري ليس شيخا أو رجل دين وفقط بل هو :أكثر من مفكر بل دائرة معارف إسلامية تنويرية ... يدافع عن العقيدة ضد المتشددين في الداخل ،ودافع عنها أيضا ضد  المستشرقين المتعصبين ضدها في الخارج .
كان يناقش هؤلاء وهؤلاء مناقشة الفكر بالفكر بأستاذية الأديب الفيلسوف ، و لم يحبس عقله في الفقه والتفسير والحديث و علوم الدين الذي تبحر فيها وتمثلها حتى أصبح كلما يتفوهه أو يكتبه أقرب لصحيح الدين  ،فقد درس الدين  وعلاقته الجدليه مع  الواقع المعاش، ليس بمعزل عنه ، وكيفية الحلول الدينية من داخل النص، فهو يحرص أن يكون الحل من داخل العقيده و الفكر الإسلامي  ليربط الممارسة بالعقيدة حتى يكون عمل المسلم  في الدنيا  هو عقيدته في نفس الوقت.... آخرة ودنيا عقيدة وممارسة ربط سلوكه برصيد له في الآخرة.... لم يعرض ذلك بالفكر النظري الذهني و النوايا الحسنه ، بل بعرض بتجارب الأمم الغربية والشرقية منها....بعد استخدامهم كل بأسباب الحضارة و التي استلهمت المنهج التجريبي الإسلامي في أوج الحضارة الإسلامية. يتجول بك الشيخ الغزالي بروح الأديب وعقل المفكر وعمق الفيلسوف في التاريخ القديم والحديث لتستمتع بأسلوبه السلس السهل الرشيق في حدائق المعرفة العميقة.... إذا كنت لا تعرفه لظننته من فلاسفة الإصلاح في الحضارة الإنسانيه كل ذلك بأسلوب ممتع طلق سهل منساب يحمل في طياته فكر إنساني نبيل  يجمع : بين العمق الفلسفي ودفء العباره يتمثل ما يقرأه ثم يخرجه ممزوجا  بشفافية العقيدة والإيمان والنور الإلهي مع منطق العلم والتجريب معرفة مكتملة.... ، فهو يمزج  التنوير والأدب ،وعلم النفس والاجتماع  والفلسفه والعقيدة  بأسلوب سهل، ولكنه عميق غزير،  من أصحاب الثقافة الموسوعيه ويغذي كل ذلك  عقيدة مخلصة لدينه وأمته الإسلاميه  ، من أجمل كتبه ،عقيدة المسلم ،خلق المسلم ،فقه السيرة ،جدد حياتك ،وهذا ديننا  ،رحم الله الشيخ محمد الغزالى الذي سماه والده بذلك الإسم تيمنا بالإمام أبو حامد الغزالي أعظم المفكرين وأكبر عقل ، ظهر في الإسلام كما وصفه العقاد ..






Share To: